محمد الشيباني يكتب: في الزوايا خبايا!

زاوية الكتاب

كتب 660 مشاهدات 0


القبس

في الزوايا خبايا..!!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

نادرا ما تجد في الكتب القديمة اوراقا وقصاصات واسرارا واشياء لا تتوقع ان تجدها او تحصل عليها، ولا سيما ما يخص زيدا من الناس تبحث عنه او عمرا او معلومات تتعلق بحادثة طواها الزمان، لا يدري كيف وقعت وكيف ختمت.. او معرفة موقع من المواقع او سياسة من السياسات، الى آخر الفوائد التي لا تحصى من قصاصة صغيرة ليست في العين شيئا عند غير المتخصصين او المهتمين.

في الزوايا خبايا وفي ثنايا الكتب اسرار، وجدت ورقة صغيرة هي مشروع خطبة ألقيت في الكويت في مؤتمر الاعلام امام اصحاب السعادة الامراء والوزراء ورجال مؤتمر الاعلام ورئيس المجلس التأسيسي.. يقول منشئ الخطبة: «ان من تمام استقلال الكويت وسعادتها اعتراف جميع الدول العربية والاجنبية، وان انعقاد مؤتمر الاعلام الخامس فيها واشتراكها في تلك الدورة دليل واضح على استقلالها التام وعلى حبها ومساندتها للدول العربية في ما تصبو اليه من عز وكرامة ضد المعتدين والطامعين».. وقال: «واكبر شاهد على ما تكنه الكويت من الاخلاص في سبيل التعاون والتناصر طلبها انعقاد المؤتمر في دورته الخامسة، وان الكويت لتفخر بوجودكم يا رجال الدول العربية والاسلامية».. وقد ختمها بقوله: «عاش امير دولة الكويت وعاشت الامة العربية وعاش رجالها المخلصون، وليسقط قاسم العراق بدعواه الباطلة على الكويت البلد الحر المستقل.. والسلام».

وجدت هذه الرسالة في كتاب «الأدب النبوي» لمحمد عبدالعزيز الخولي في الصفحة 181، ومحمد الخولي توفي في 1931/4/14، اكمل كتابه هذا الشيخ مصطفى الخفاجي، وقد طبع طبعته الثانية في 1937، وهذا الكتاب من كتب مكتبة الشيخ محمد حامد الفقي (المملوكة للمركز)، وكذلك الشيخ الفقي توفي قبل هذا التاريخ (1961)، فلعل احدهم استعار الكتاب من الفقي ولم يرجعه بعد ذلك، اي بعد وفاته. عموما هذا الخطاب يسلط الضوء على الفترة التي حاول قاسم العراق ان يطالب بالكويت (61 - 1963)، والتي على ضوئها جاءت الجيوش العربية، وقبلها الجيش البريطاني، وقد رأيناها في الأسواق والأماكن العامة، وتحادثنا معهم على اعتبار اننا كنا قوميين عربا، بل قبلها ناصريين. سبق الجيش البريطاني الجيوش العربية في الوصول الى الكويت، والحكومة البريطانية في هذا تنفذ معاهدة الحماية الجديدة مع الكويت، والتي بدأت في عام 1961م.

كانت تلك الأيام ايام استنفار للشعب الكويتي، وفي مقدمتهم الشبيبة الذين تسابقوا للتطوع لتسجيل اسمائهم للذود عن الكويت وحمايتها، وأخذوا في التدريب في المراكز التي حددتها وزارة الداخلية آنذاك، وكنت أنا وبدر عبد الله العمر نحرس القطعة 3 من كيفان ليلا، ومعنا بنادقنا «الذاتية»، وقد اخزى الله سبحانه عبد الكريم قاسم ودحره وسجن نفسه بنفسه في وزارة الدفاع خوفا، ليس من الكويت وأهلها، وإنما من شعبه الذي هدم عليه وزارته بالمدفعية، وأُخرج منها مقتولا! وظهر في تلك الأثناء في الإعلام صدام حسين وهو يقطع رأسه أمام الملأ كبداية لظهور عميل جديد للأميركان، وكان وقتها يدرس في القاهرة، ويسكن مع طلبة كويتيين، وبلمح البصر يذهب الى العراق، فيكون له هذا الدور بعد التقاء بوش الأب به (آنذاك كان مديرا للمخابرات الأميركية)، حيث اجتمع به قبل ذهابه إلى العراق، وبدأ دور هذا العميل الشاب منذ ذلك اليوم.

في الزوايا خبايا عندنا منها الكثير ما يصلح للنشر، وما لا يصلح.

والله المستعان..                                      

***

• البيان الأول

«ان الكويت دولة عربية مستقلة ذات سيادة معترف بها دوليا. وحكومة الكويت وشعبها مصممان على الدفاع عن استقلال الكويت، والحكومة مقتنعة بان الدول الصديقة والمحبة للسلام، لا سيما الدول العربية الشقيقة، ستساند الكويت في الحفاظ على الاستقلال». (عبد الله السالم الصباح ــ 1961).

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك