بدرية التركي تكتب عن الثورة السورية والحفلة التصويرية
زاوية الكتابكتب يونيو 26, 2013, 12:43 ص 2622 مشاهدات 0
الثورة السورية .. والحفلة التصويرية
أولاً وقبل كل شيء .. أكتب هذه المقالة وأنا على دراية كاملة بإسطول الشتائم والنقد الذي سيتوجه إليّ، قد يتسائل البعض اذاً لماذا أكمل ؟! وما المانع في أن أرضي ضميري بكلمة حق أقولها وأتلقى بالمقابل 'كونتينرات' من حسنات غيري دون حول مني ولا قوة ! .. وبكل سلاسة .. وبإبتسامة رضا في زمن يُغرقنا في ذنوبنا ؟!
الوضع السوري لا يختلف عليه شخصان لا زالا يتمتعان بذمة و ضمير في هذا الزمن المخيف بأنه وضع مأساوي حارق من الدرجة السابعة ممّا لا طب له ! تتفطر به قلوبنا ألف مرة باليوم، و كعادتنا التي لا جديد بها كـ عرب نكتفي بالنواح والنحيب .. والدعاء .. إلا من رحم ربي ! ولكي أكون عادلة لن أبخس حق التطور الذي وصلنا اليه في العصر التكنولوجي والثقافي والديني أيضاً في نصرة أخواننا السوريين !
لوحظ في الفتره الأخيرة ' المريرة ' وللأسف من (بعض) رجال الدين المناصرين لهذه القضية الانسانية جهادٌ جديد يُسمى بـ (( صورني وأنا أجاهد)) .. سواءً بالمال أو بالذهاب هناك ..
كم من شهيد أستشهد من عامة الناس لم يذكره البشر سوى ساعات قليلة وقد تكون دقائق .. وأنا موقنه تماماً أن أهل السماء لازالوا يذكرونه وإلى يوم يبعثون !
وبالمقابل كم من سياسي ورجل دين لازال الناس يصرخون بإسمه ' لله دره ' لتبرعات مُنحت من جيب غيره ومن زيارات بذلها بنفسه والتي تصنف الأكثر أماناً في ظل هذه الأوضاع أنتجت لنا صوراً باتت خالده في ذاكرتنا وضاقت بها ذاكرة هواتفنا أيضاً، نلقي عليها نظره بين الحينة والأخرى لنتذكر برّهم وجهادهم في سبيل هذا الشعب المكلوم !!!
ما أثار حفيظتي هو هجوم الكثير من الناس آكلين بـ لحوم بعضهم البعض في حال انتقاد أحد المجاهدين 'التصويريين' لأي سبب إجتماعيٍ كان أو سياسي، مستذكرين لنا فضائلهم بالجهاد .. متذرعين بجهادهم الفوتغرافي لنا ..! بدأنا نشكك بإيمان وعقائد بعضنا من أجل عدد من ' كومبارسات الجهاد ' ..
أذكر أنني قرأت مرة تفسير يعود لأحد مشايخ الدين المحترمين لبعض أحاديث الرسول اشتملت الصدقات، تضمّن شرحه وبالأخص بالشرط الثالث للصدقة أن النيه يجب أن تُحرر من الرياء ! فلا يتصدّق مثلاً ليقال عنه : ما أبسط يداه وما أكرمه !!
فلا يُخفى على أغلبنا بأن الرياء يُحبط الأعمال، وأن الـمُرائين هم أول من يسعر بهم النار يوم القيامة! وأولهم من قاتل ليقول الناس عنه شجاع .. ومن لم تكن نيته لنصرة الإسلام والمسلمين ..
(( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لابد لمسلم إن أراد الصدقة أن يُحرر نيته، وأن يعرف لمن يتصدق، لله أم للناس ؟ ))
فـ بغير ذلك تكون الصدقة للطاغوت .....
رائع جداً أن ندعو للجهاد ونصرخ بأمة محمد بأن تصحو من خذلانها لـ دينها ثم نذهب لننام بأحضان أهلينا أو نتسكع في الشوارع الباردة لنريح حنجرتنا من طلب الجهاد فندخل الجنة من أوسع أبوابها ..
إذاً .. ومن مكتبي البارد نسبياً و أمام قهوتي ذات الرائحة الساحرة أحثكم إلى الجهاد ياقوم ذابت من خذلانها الأمم .. و سأعود في نهاية يومي إلى بيتي ولن يجف لساني بالدعاء لكم بالإستشهاد ونيل الجنة ...
ليتكم تبدأون بأنفسكم حتى نستطيع الإقتداء بكم، لا أن نخافَكم .. ولا تتركوا لنا صور نبكيكم بها، فشهداء سوريا لا نملك لهم ألاّ صورة المشهد الأخير / المُضرجه بالدماء !
و بما أني دائماً أقل الناس حظاً، فأنا الآن في قمة جهادي ولم أجد لي 'كاميرا' تلتقط لي صورة ترسلني إلى الجنة - بنهجهم !
تعليقات