'طويل عمر'.. أحمد البريكي واصفاً مجلس 2009

زاوية الكتاب

كتب 1009 مشاهدات 0


الكويتية

وادي كلمة  /  إضاءة..!

أحمد مبارك البريكي

 

عجلة موسم الانتخابات البرلمانية تكمل دورتها القصيرة وتزورنا من جديد، والمسكنات السياسية والمضادات الحيوية التي تستخدمها السلطة في علاج الوضع المتوعّك ربما تنفع بالأخير، لكن أعراضها الجانبية المؤذية ستأخذ وقتها الطويل على حساب البلد.

> > >
مجلس 2009 مجلس طويل عمر، ليس لأنه بات أطول دور انعقاد لمجلس أمة لم ينعقد في تاريخ الكويت، لكنه أيضا فتحت فيه جيوب أعضائه طويلي العمر للتحصيل من خيرات طوال العمر، وكل قدر وقضاء دستوري ينهي مسألة غير دستورية نجده يطل علينا برأسه من جديد، حتى وصلنا معه إلى طريق وعر ينبئ بفراغ دستوري ربما تكون له انعكاسات مستقبلية، وهو كذلك الغول الذي كثرت حوله علامات الإشكال، وفوّهات الأصابع الغاضبة المصوّبة حتى نشر في البلد ثقافة خطيرة اسمها «اللي تكسبوا إلعبوا»..!  
> > >
بعد تجربة المقاطعة التي وضعتنا في زنزانة المتفرجين فقط من خلف القضبان على مجلس «التشميخ» المُبطل، لابد لذوي العقول التي تزن البلد في مكيال الربح والخسارة أن تعتمل مكائن تفكيرها جيدا لتشخيص ما ينفع للمصلحة الشعبية، فحكم المحكمة الدستورية الأخير واجب التنفيذ، والكويت مقبلة على مرحلة مهمة جدا، إما أن تستوي الكفة فيها، وإما أن تطغى إحداهما على الأخرى، فيستمر المقاطعون مقاطعين ولا وسيلة لهم غير تأجيج الشارع الذي بات يشكو قلّة المارة، وغيرهم يغنمون بالتفرّد في التشريع، ومن المعيب أن تأتي الفرصة مرتين لسد الصدع القائم، ونفوّتها بالعناد والتشبث بالرأي غير المرن، المشاركة بإيصال صوت واحد على الأقل أفضل من «لا صوت»..!
> > >
استقبل هاتفي رسالة (واتساب) وهي صورة لمقال كتبه المحامي السيد محمد عبدالقادر الجاسم معنون بـ «قد بلغ السخف مداه»، ويعود تاريخه لأعوام التسعينيات حينما كان يسبح مع التيار المحافظ، وقد خُط المقال بعبارات شديدة التطرف والإساءة لرئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون، حتى انتهى بمناشدته الاعتزال وهو في قمة عطائه لا في ذروة الانحطاط، مع تقديري وحبي للأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم وما يحمله من فكر وعلم قانوني، فإني لا أعيب عليه ذلك التغير الكبير في مواقفه، فالتغير سمة من سمات النفس البشرية، وهو حراك جميل يعطي دلالة على أن الجمود في خانة واحدة يعني الأسن والخمود، لكن مأخذي عليه هو تطرفه في الجرح اللاذع والتعمق والتعمد في الفجور بخصومته، وهذا يرفع أحد أجنحة الميزان، ويلغي الموضوعية وصفة القسطاس في إبداء رأيه العام للعامة..!

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك