مقاطعة الانتخابات الماضية واجب والحالية أوجب.. برأي محمد الدوسري
زاوية الكتابكتب يونيو 20, 2013, 11:54 م 909 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / الواجب والأوجب
محمد مساعد الدوسري
لعل ما سأقوله سبقني عليه كثر، إلا أن ما يجري من تطورات سياسية يحتم على أي منا أن يحدد خياره في المرحلة المقبلة من حيث المشاركة أو المقاطعة للانتخابات المقبلة، تلك الانتخابات التي لم تحدد بعد، نتيجة لفشل الحكومة في معرفة الطريقة الدستورية لإجراء هذه الانتخابات، وهي مرحلة خطيرة نعيشها الآن مع كل هذا اللغط والفوضى الدستورية التي نعيشها.
لو كان إبطال مجلسين متتالين هو السبب الوحيد للمقاطعة لكان أمراً كافياً، فأي حكومة يتم فيها إبطال مجلسين متتالين في ديمقراطية تجاوز عمرها الخمسين عاماً، وهو مؤشر واضح على فشل الحكومة في إدارة الأمور، في إجراءات قانونية بسيطة، فما بالنا في إدارة موارد الدولة وثرواتها وشؤون شعبها وأمنه وصحته وتعليمه ..إلخ.
لو كان حبس الشباب على ذمة قضايا الرأي والحريات ورؤية القبيضة والمتورطين في الإيداعات المليونية وهم خارج السجون، أقول لو كان هذا سبباً وحيداً، لكان كافياً للمقاطعة، فالحكومة التي تحبس الشباب على ذمة قضايا الحريات وتعجز عن سجن الفاسدين من القبيضة الذين دخلت الملايين في حساباتهم بطرق غير مشروعة ، هي حكومة لا يمكن القبول بها أو التسليم لها بإدارة شؤون الشعب.
لو كان تعطل المشاريع الحيوية والتنموية بسبب تجار الفساد سبباً للمقاطعة لكان أمراً كافياً، فهل يعقل أن تستمر مشاريع لسنوات طويلة وهي تستنزف ميزانية الدولة في الأوامر التغييرية، لتستلمها الدولة وتكملها بتبرعات آخرين، وتعجز عن افتتاحها بسبب عدم تطابقها مع المواصفات المطلوبة، وهذا دليل آخر على عجز الحكومة عن مواجهة تجار الفساد، وسيرها في فلكهم وتسهيل أمورهم لسلب المزيد من أموال الشعب.
أسباب كثيرة تدفع كل عاقل لمقاطعة الانتخابات المقبلة أو التي تليها أو ما بعدها أيضاً، بما أننا أصبحنا على يقين بالفساد المستشري، وبما أن الحقائق باتت مكشوفة للجميع، فإما أن نشارك ونغمض أعيننا عن الفساد الهائل الذي يجري ونحن عاجزين عن حله، أو أن نقول كلمة «لا» التي يجب أن ننطق بها قبل أن تسوء الأمور بشكل أكبر مما هي عليه الآن، وقبل أن تدفعنا الحكومة يوماً ما لدفع ضرائب سكوتها عن سرقة الدولة المنظمة من قبل تجار الفساد وعجزها عن إدارة الدولة بشكل سليم، فإذا كان البعض يرى أن مقاطعة الانتخابات الماضية واجب، فإن الأوجب الآن مقاطعة الانتخابات الحالية التي كشفت الأحداث قبلها كل غطاء.
تعليقات