عن طائفيي القلم!.. يكتب سامي خليفة

زاوية الكتاب

كتب 967 مشاهدات 0


الكويتية

إلى طائفيي القلم...!

د. سامي ناصر خليفة

 

لا أفهم سر تجرؤ بعض كتاب الرأي على انتهاك الذوق العام بتوجيه نصائح معينة إلى الكويتيين «الشيعة» تحديداً، وبطريقة أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها تحمل نفساً طائفياً بغيضاً ورائحة عنصرية نتنة، ما يجعلنا نقف أمام مقاصد ومبتغيات هذا الكاتب «الطائفي» أو ذاك!
وأنا شخصيا لا أستطيع أن أحسن الظن بتلك النصائح لخطورة مقدماتها التي تنطلق من التقسيم الطائفي باتجاه العزل الفئوي، وبصورة تتناقض ودستور الدولة ومبدأ العيش المشترك، وإلا كيف يتوجه كاتب «طائفي» ما باقتصار نصائحه على الشيعة دون غيرهم فيما يتعلق بالموقف من سوريا مثلاً، وكلنا يعرف أنها قضية سياسية تتعلق بمصالح دول وحكومات وأحزاب وتيارات، فلم الحرص على النظر إلى ما يجري هناك بعنوان طائفي كما يحلو لهؤلاء الكتاب الطائفيين وصفه؟! ولماذا لا تشمل النصائح المواطنين السنّة المتعاطفين مع النظام هناك، وما أكثرهم في الكويت وخارجها؟!
لقد اعتدنا على هذا النفس الطائفي لفئة شاذة من المجتمع يستفرغون سموم طائفيتهم في كتاباتهم بصورة غير مباشرة بين الحين والآخر، ولكن أن يمارسوا التقسيم الطائفي المباشر وبكل تبجح، فتلك كبيرةٌ لا يمكن السكوت عنها! ولابد للحكومة اليوم أن تلتفت لهذا الطرح الخطير الذي يستهدف صراحة تمزيق المجتمع والسعي الحثيث لاستئصاله، تلبية للإرادة الأميرية التي ترجمها سمو الأمير في خطابه يوم أمس محذرا من الطائفية والطائفيين.
وأخيرا همسة في أذن عشاق القتل والنحر والدم، وثقافة الحقد والكراهية من الطائفيين هنا، أقول لهم: لستم أول من بدأ هذا النهج الظلامي، ولن تكونوا آخرهم، فكم يعج التاريخ بأمثالكم.. ولكن الأهم الاعتبار واستلهام العظة والدروس التي جاءت بها نهاية من سبقكم الخاسرة -دينا ودنيا- إن كنتم من أولي الألباب.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك