الأوضاع الدولية المحيطة بنا غير مطمئنة.. هذا ما يراه عصام الفليج
زاوية الكتابكتب يونيو 18, 2013, 12:26 ص 676 مشاهدات 0
الوطن
آن الآوان / من أجل الكويت توقفوا
د. عصام عبد اللطيف الفليج
هل أسدل الستار على المشهد السياسي المحلي بعد حكم المحكمة الدستورية الأخير بشأن المرسوم وبطلان المجلس؟! هل ستصفى النفوس وتعود المياه الى مجاريها؟! هل سيجدد المعارضون ويطورون من أساليبهم الحوارية؟! هل هناك من سيتطاول على القضاء؟!
أمام كل هذه التساؤلات والسجالات التي دارت بالأمس في مختلف وسائل الاعلام والديوانيات والتجمعات والمنتديات، بادر سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله بكلمة أبوية للشعب عامة، لجميع التيارات والفئات، أكد فيها للجميع احترامه لحكم المحكمة الدستورية - كما قال من قبل - وأنه يقبله عن طيب خاطر، مشيرا الى ان ما شهدته الكويت ليس معركة فيها منتصر ومهزوم، وأن الكويت هي المنتصرة والفائزة. وهذه كلمة رائعة تؤكد ان ما جرى ليس فيه خصومة، وبالتالي فان النتيجة ليس فيها غالب ومغلوب.
وتبقى الروح الأبوية في كلماته حينما قال: ألتمس العذر لمن أخذهم الحماس، فانحرفوا عن جادة الصواب، سائلا الله لهم الهداية والرشاد، وأنه لا يحمل ضغينة ولا حقداً على أحد، مفترضا حسن الغرض وسلامة القصد للجميع، مؤكدا على ان الشعب الكويتي أثبت أصالة معدنه، وصدق ولائه لوطنه، وحرصه على مصلحة الكويت، وحماية أمنها واستقرارها، ورفضه لدعوات الفتنة والانقسام، ونبذ أصوات الفوضى والبغضاء، وتمسكه بوحدته الوطنية والتفافه حول قيادته.
ودعا سموه الى ترك هذه القضية وذيولها في الخلف، والانطلاق الى الأمام نحو التنمية، ومواصلة مسيرة الاصلاح، مع الالتزام بقيم اسلامنا الحنيف وتعاليمه السمحاء، والتحلي بأخلاق الآباء والأجداد الحميدة، والتأسي بقيمهم الكريمة في التسامح والتراحم والتعاون والتكاتف، وعفة القلب واليد واللسان، وتوقير الكبير ورعاية الصغير.
كلمات خرجت من القلب الى القلب، تحتاج الى مبادرات وتفعيل على أرض الواقع من جميع الأطراف، فهذه الكلمات موجهة للجميع، بدءا من أفراد الأسرة الحاكمة، وشيوخ القبائل، وعلماء الدين، والتيارات السياسية جميعا، والرموز الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ورجال الأعمال، ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الالكترونية، والنواب السابقين والمبطلين، وعموم الشعب الكويتي، وأخيرا.. الأقطاب والمتنفذون، الذين نتمنى ان يتوقفوا عن صراعهم الاقتصادي والنفوذي من أجل أمن الكويت واستقرارها.
نعم.. من أجل الكويت فقط توقفوا، فالأوضاع الدولية المحيطة بنا غير مطمئنة، والمبالغة في الركون لطيبة الشعب الكويتي وولائه لحكامه وحبه لأرضه لا تحقق الاستقرار لوحدها، ما لم توقفوا الغول لديكم، لأن الخطر ليس منهم، بل من الخارج، ومن الخارج منهم!! احفظوا الكويت تحفظكم، والله يحفظ الجميع من كل سوء وشر، وأسأله جل وعلا الهداية والأمن والأمان والاستقرار.
٭٭٭
كلمة جميلة: «اننا بحاجة للخلافات أحياناً، لمعرفة ما يخفيه الآخرون في قلوبهم، قد تجد ما يجعلك في ذهول، وقد تجد من تنحني له احتراماً».
٭٭٭
قيل لأعرابي: ان كنت تحسن الدعاء فادع لنا.
فقال: اللهم انك أعطيتنا الاسلام من غير ان نسألك، فلا تحرمنا من الجنة ونحن نسألك.
تعليقات