الطائفيون كما يراهم عمر الطبطبائي أشد خطورة من سارق المحافظ
زاوية الكتابكتب يونيو 17, 2013, 12:45 ص 1033 مشاهدات 0
الراي
من بين الآراء / من رحم الألم
عمر الطبطبائي
لا تحصر المجرم بالذي يسرق المحافظ والنقود فقط، فهناك مجرمون يسرقون مستقبلك وطموحك وتعبك من أجل الطائفية أو القبلية أو العنصرية وهم أشد خطورة من سارق المحافظ.
لن أخصص هذه الزاوية للحديث عن المجرمين ولن أضيع حبر الألم بكتابة حرف واحد عنهم إنما سأوجه حروفي لكل إنسان سرق منه حلم... حق... مستقبل... ولكل شخص يرى لوحة مستقبله التي رسمها من أجل أبنائه بتعبه وعلمه وعمله وطموحه والتحديات التي اجتازها وهي تمزق بأيادي الظلم والفجور أن يتذكر قول الله تعالى (وَمَن يَتَّقِ ?للَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ * إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ * قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)، وأن يتذكر كلام النبي صلى الله عليه وسلم (و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك جفت الأقلام ورفعت الصحف).
هي الحياة كذلك... تبتسم لك علنا وبالخفاء تغرس خناجرها بخاصرتك ولن تشعر به الا اذا تمكنت منك، كذلك هم بعض البشر... يصافحك بيده اليمنى وباليسرى يغرس خناجر حقده وحسده وأمراضه الاجتماعية بخاصرتك الأخرى، لكن عليك أن تتذكر بأنهم كالغيوم السوداء مصيرهم الزوال أو كالثلوج مصيرهم الذوبان هذه سنة الحياة عليك ان تقاوم بأخلاقك لا أخلاقهم وأن تتحمل أمواج الحياة ورياحها وإن ثار بركانك فإجعل حممه العمل من أجل مستقبلك وليس الانتقام منهم فلا ينجحوا في أن يجروك لملعب أخلاقهم! وعليك أن تتذكر أيضا بأن هذه المحن ستوضح لك معادن البشر الذين وقفوا معك والذين خذلوك سواء بالتخلي عنك أو مساعدتهم بغرس الخنجر بجسدك ففي مجتمعنا الصغير كمية من الحقد والحسد لو وزع على جيش هولاكو لهلكهم ومزقهم وأدركهم!
لولا تميزك لما سرقوك... ولولا أنت لما كانوا هم!، فأنت عملت وأبدعت وأخلصت وما بني على إخلاص لن يتقنه من يبني على باطل!
وحدها الأيام كفيله لتبين الحقيقة فاحرص على ألا تنكسر واحرص كذلك على أن تعمل بجهد مهما واجهت من صعاب وظلم وطغيان حتى يكون عملك خير رادع لهم ليس من أجلك أنت أنما من اجل أبنائك، ولا تجعل من الأحزان قيودا تقيدك في مستنقع اليأس وتعوق تقدمك لإستكمال لوحة مستقبلك بألوانك لا ألوانهم، فوحدهم الطامحون من يستطيعون فتح ثغرات في جدار الألم، وتذكر أن من رحم الهم يخرج الفرح...
د ا ئ ر ة م ر ب ع ة :
لو ان قهر الرجال رجل... لعذبته قبل قتله!
تعليقات