المستقبل الرمادي أصبح قريباً.. سلطان بن خميس متوقعاً

عالم اليوم

همس البراع  /  حكومات السوء.. والمستقبل الرمادي

سلطان بن خميس

 

كان الله في عون الكويت ككيان وكشعب .. ففي ظل المتغيرات الكثيرة التي من حولنا في المنطقة، نجد عجزا وضعفا مخجلا للحكومات التي تقود الدولة باتجاه المجهول والضياع.. فالشعب قد فقد الثقة تماما في الحكومات الحالية والقادمة  في حسن إدارة البلاد وذلك لعلمه مسبقا بأن الإدارة لن تخرج من أشخاص معينيين يخرجون من الحكومة ويعودون إليها مرة اخرى وبنفس النهج السيئ.. ومع غليان المنطقة من حولنا، نجد برودا في التعامل من جانب حكوماتنا، وسذاجة شجعت الاعداء على استحماقنا.!

تلك الحكومات لا تجيد شيئا سوى  التشجيع على النفاق السياسي والاجتماعي فقط .. ومن يعمل  من الوزراء تحت ظل هذه الحكومات، لانراه سوى «ختّام» للحكومة التي هي بدورها مُخلّصة معاملات للمتنفذين .. الدولة في ظل هذه الحكومات تعيش في الحالات المتقدمة من الفوضى، فسراق المال العام وسراق الأراضي يستولون على ممتلكات الشعب والحكومة تضفي عليها الشرعية .. فلا المواطن يستطيع إيجاد الأراضي التي يختارها ويبني عليها منزل المستقبل له ولأولاده، ولا هو الذي يستطيع شراء منزل بسبب الارتفاع الرهيب لأسعار المنازل والأراضي، ولا هو الذي يستطيع العلاج في مستشفيات الدولة بسبب قلتها ولعدم امكانيتها على استيعاب الكثافة السكانية، ولا هو بالذي يستطيع العلاج بالخارج لعدم توفر الفيتامين «واو» ولعدم حمل لقب مخملي في آخر اسمه.

كان آخر مستشفى في الكويت تم بناؤه في سنة 1981 .. وفي دول الخليج يتم بناء المستشفيات والجامعات حسب حاجة المواطنين، وحاليا في السعودية تم الاتفاق على انشاء مترو الانفاق في الرياض وجدة للقضاء على الزحمة المرورية، بينما في الكويت نحافظ على تلك الزحمة لأن  «الزحمة نعمة» كما صرح احد القيادات ..!  

خلاصة الكلام، الكويت دولة نفطية ولديها دستور ينظم العلاقة بين الفرد والأسرة، ودستورها يكفل الحقوق للمواطن في الرعاية السكنية والتعليم والصحة، وفيها معارضة وفيها موالاة، وفيها حرية رأي .. ومع ذلك نجد الفساد فيها، ونجد النقص في التعليم، ونجد الانهيار في الصحة، ما عدا حرية الرأي فهي موجودة فعلا، ولكن كتنفيس عن الغضب والكبت!!.. يبدو ان المستقبل الرمادي أصبح قريبا، وقد اتضحت ملامحه  في ظل هذه حكومات السيئة.