عبدالكريم دوخي يكتب: (تشنّج المعارضة)…؟!!

يحق للإنسان أن ينحاز بقوة لرأيه في مسألة ما ويرفض غيره من الآراء إذا كان رأيه صوابا لا يتطرّق إليه الشك وأجمع اختصاصيو الفن على أنه لا وجود معتبر لرأي غير هذا الرأي…ولا يحق للإنسان التعصّب لرأيه كلما كثرت الآراء في هذه المسألة وكانت الآراء المخالفة لرأيه آراءً مدعّمة بحجج وصادرة من اختصاصيي هذا الفن…فكلما قوي الخلاف في المسألة اتّسعت مساحة التسامح مع المخالف وضعفت أحقيّتنا بتقريعه ولومه واجبراه على الأخذ برأينا…وكلما ضعف الخلاف في المسألة وكانت حجج المخالف واهية ضاقت مساحة التسامح مع المخالف وقويت أحقيّتنا بلومه واجبراه على الأخذ برأينا…؟!

هذا الكلام ينسحب على حكم المحكمة الدستورية وتعاطي'بعض'المعارضة معه…فصحّة مرسوم الصوت الواحد من عدمه مسألة ليست محل اجماع بين القانونيين…فهناك قانونيون على اختلاف مراتبهم العلمية بين محام ودكتور وخبير دستوري يرون صحّة المرسوم الواحد…فتشنّج المعارضة مع حكم المحكمة الدستورية وإطلاقها التهديدات والوعيد غير مبرر إطلاقاً وهو سبب من أسباب انصراف كثير من العقلاء عنها…فهذه اللغة والطريقة لا تصحح خطئً ولا تصب في مصلحة البلد…فالتجاسر على القضاء بهذا الشكل هو نسف للدولة…ولو كان هذا الشيء من أمر مستحق…فكيف والحال أن المسألة خلافية…؟!

فعلى المعارضة أن تعي وتدرك بأن المضي قدماً في هذا الطريق سيضعها بين خيارين أحلامها مر…إمّا نسف الدولة من خلال نسف آخر سلطة تبقّت لنا تعزز ثبات دعائم الدولة بعد فقداننا الثقة بالسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية…وإمّا أن ينتهي بها الحال إلى وضع لا يرضاه لها كل إنسان ذي مشاعر فضلاً عن إنسان متعاطف مع المعارضة لاعتبارات اجتماعية تربطة بالمعارضة وأوقفته على حسن نوايا كثير منهم كحالي أنا ولكن مع الأسف حسن نواياهم لم يوافق طرقاً سليمةً…؟!.

عبدالكريم دوخي الشمري