الكويت ليست محصنة من الفتنة.. برأي حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 770 مشاهدات 0


الوطن

هؤلاء النواب لا يمثلون الكويت

حسن علي كرم

 

في سؤال برلماني يوجهه خالد الشطي الى وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل المحامية ذكرى الرشيدي مفاده علم الوزارة بقيام احدى المبرات الخيرية غير المرخصة بجمع التبرعات لصالح المعارضة السورية، فيسارع خالد الشليمي بدوره فيسأل وزير الاوقاف ووزير العدل شريدة المعوشرجي عن عدد الحسينيات المرخصة وغير المرخصة، واجراءات الوزارة حيال الحسينيات غير المرخصة، وعن مدى متابعتها لأنشطة هذه الحسينيات..!!
ما حكاية هذين النائبين؟ فخالد الشطي يعلم علم اليقين ان جل الاموال والمساعدات العينية وغير العينية والمتطوعين الكويتيين المقاتلين مع المعارضة السورية انهالوا على سورية منذ انطلاق الرصاصة الاولى للمعارضة السورية على نظام بلادهم، وهنا نقول ان ذريعة جمع التبرعات من تلك المبرة غير المرخصة ما هي الا للاثارة واغارة القلوب، وخالد الشليمي يعلم علم اليقين، واذا لم يعلم فتلك مصيبة من مصائب هذا الزمن الاغبر، ان وجود الحسينيات المرخصة والحسينيات غير المرخصة من وجود نشأة الكويت، أي ان الحسينيات وجدت قبل ان يولد هو ويولد والده ووالد والده على الدنيا الفانية.
اذن.. ما رام هذان النائبان اللذان يمثلان الامة من توجيه هذين السؤالين غير البريئين، فلعلي هنا لا ابرئ الاثنين من مغبة الاثارة، وبالتالي لا ابرئهما من مغبة الفتنة، وكأني اصورهما يحمل كل واحد منهما بيده سكينا ذات نصل حادٍ اخذ ينزل بالضرب والنطع والتقطيع في جسد الامة الكويتية، فيما كان يفترض بهذين النائبين وهما في هذا الموقع العالي ان يقدرا الظرف ويحاذرا من تكدير صفو المجتمع وخلخلة امنه، ذلك ان ما يجري على الارض السورية آخذ بالتمدد الى خارج حدودها، ولعلنا هنا في الكويت لسنا استثناء اذا لم نحسن التصرف ونحاذر الحدث.
فلقد كان على النائبين ألا يخلطا الموقف الشخصي بالموقف السياسي وألا يكونا سببا لصب الزيت على النار، فيصوران للناس توهما وتملقا انهما بسؤالهما قد قاما بعمل وطني والدفاع عن ثوابت الطائفة أو نحو ذلك، وبالمثل فإن من مسؤولية كل صاحب رأي وقلم ان يحاذر التطرف أو الانسياق وراء العواطف الجامحة وينسى ان واجبه الوطني يفرض عليه ان يمسك القلم عن الاثارة والفتنة وتعكير صفو المجتمع، لاسيما ان سؤالي النائبين من قبيل تحصيل حاصل، فلا الاموال أو المتطوعون يتوقفون عن مد المعارضة السورية. ولا الحسينيات يستطيع وزير الاوقاف وحكومته غلق ابوابها.
ان الازمة السورية التي تدخل عامها الثالث تكاد تنزلق الى منزلقات اخطر حيث وصلت امتداداتها الى خارج حدود تلك الدولة المنكوبة، وقد بدأت بمعارضة للنظام الى القتال على الهوية، وقد زادت الاوضاع هناك تعقيدا بالتدخلات الدولية وبالمجاميع القتالية المتطرفة سواء تلك التي تناصر النظام أو التي تناصر المعارضة، وما تشهده الساحة اللبنانية من القتال الطائفي أو سلسلة التفجيرات الطائفية التي تشهدها المدن العراقية الا امتداد للداخل السوري، والكويت ليست محصنة من الفتنة اذا لم نحاذر ونتقي الله في وطننا ونحرص على امنه وتماسك اهله.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك