هل سيعدل العالم المتحضر بالعقول كفة ميزان حرب المياه المقبلة؟.. فاطمة البكر متسائلة
زاوية الكتابكتب يونيو 13, 2013, 11:19 م 1385 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / حرب المياه المقبلة
فاطمة عثمان البكر
الكل مشغول سياسياً واجتماعياً ومالياً من دون ان يلتفت الى مشكلة شح المياه وندرتها.. وبوادر الأزمة قد بدأت في مصر بعد ان شرعت اثيوبيا في بناء السد، فهل العالم المتحضر بالعقول والتخطيط سيعدل كفة الميزان؟!
في أتون الحرب الدائرة في كل مكان، وسط أتون اللهيب المشتعل والدماء المسفوكة على شوارع وأرصفة مدن الحزن، وسط أتون الخراب والدمار، وجولة الباطل التي طغت واستنفرت قوى الشر، وسط أزيز وفحيح وصدى ضحكات الشيطان الهادرة في جولة الباطل الى حين! وسط هذا وذاك برزت على هذه الساحة الرهيبة مشكلة قديمة حديثة توقعها الخبراء منذ زمن، وهي مشكلة شح المياه وندرتها، المياه؟ عصب الحياة، منها وبها تقوم الحياة، فهي أساس الحياة وقيامها العنصر الأساسي للوجود بأكمله بعد الهواء.
الكل مشغول بالكل دون الالتفات الى غياب وغفلة حتى تكون وتحل بهم ومن معهم الحياة بأكملها، فلا يبقى لا قاتل ولا مقتول وتحل الكارثة الكبرى، لا سمح الله، وبوادر هذه الأزمة المقبلة قد بدأت من مصر من نهرها الخالد حينما بدأت أثيوبيا ببناء السدود وتحويل المياه لاستغلالها في عملية التنمية الكبرى، وهذا ما شجع الدول الأفريقية الأخرى على الحذو حذوها مما سيجعل حصة مصر من هذه المياه قليلة وشحيحة وربما معدومة.. حصل ما حصل ويحدث ما يحدث، ومصر العزيزة تعاني أزمة داخلية بين متمرد ومتجرد، بين اخواني وليبرالي، بين اضطراب داخلي لم يحدث له مثيل في تاريخ مصر السياسي منذ عصور طويلة مرت بها، متناسين ان ما يحدث قد عفا عليه الدهر وأصبح من أزمات الماضي السحيق، فعالم اليوم عالم متسارع متصارع والاقتصاد هو سيد الساحة والانجازات التي تعود على شعوبه بالخير ما استطاعت اليه سبيلاً، بوسائل بعضها مشروعة وأخرى غير مشروعة.
ما نشاهده على الشاشات غريب ويدعو الى التساؤل: كيف ببلد يجري فيه نهر ويظهر الشعب فيه يئن ويشكو من ندرة المياه وفي النهاية تصل به الحال الى شرب المياه الملوثة أو حتى شرب مياه المجاري؟!!
سأل سائل يوماً ما داعية العصر وامامها فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله رحمة واسعة وادخله فسيح جناته - كيف للإنسان ان يموت من الجوع والعطش؟ فأجاب بروعة الفكر والمنطق «بان الله سبحانه وتعالى مقسم الأرزاق بعدل، ولقد سخر للإنسان البر والبحر والسموات لكي يعدل»، وانما انحراف الإنسان وسوء تدبيره وطغيانه هي المتسببة في هذا التردي وسوء الاستغلال لما وهبه الله من خيرات! فهو المتسبب وقد وهبه الله العقل ليسعى في مناكب الأرض ويعمرها بالخير والعدل والجمال.
هناك دول تغرق من السيول، ودول تشكو العطش والجوع والجفاف، كلها من سوء تدبير الإنسان، حدث ما حدث وما سيحدث حينما يطغى الإنسان فلا يعدل كفة الميزان! حرب مقبلة، حرب من نوع آخر، حرب «كونية» يستعد لها العالم المتحضر بالعقول والتخطيط والتدبير في أهم مورد من موارد الثروة البيئية، فماذا هم فاعلون، جرس انذار بدأ يرن ليسمعه الإنسان في كل مكان «ليعدل» كفة الميزان.
تعليقات