عبدالكريم دوخي يكتب عن حالة المعارضة في الكويت
زاوية الكتابكتب يونيو 13, 2013, 5:34 م 2162 مشاهدات 0
نظرة في حال المعارضة!!
يقول خالد العدساني سكرتير مجلس الأمة التشريعي عام1938 في مذكراته ص30:
(تلك هي طبيعة المعارضة الكويتية نشأت منذ البداية على اساس المنافسات الشخصية عند قوم وعند آخرين بسبب الخوف على مصالحهم ومنافعهم المادية)…!
المعارضة في الكويت تعيش هذه الأيام أسوأ حالاتها…وأنا شخصيًّا لم أستغرب وصولها لهذا الحال…فما تعيشه المعارضة اليوم هو نتيجة طبيعية لمقدّمات كثيرة أهمّها انعدام الثقة بين أفرادها ومن أهم شروط نجاح العمل الجماعي توفر الثقة بين أفراد الجماعة فالجماعة التي ينشغل أفرادها بأخذ الحيطة من بعضهم ومراقبة تحرّكات بعض لا يمكن أن تتهيأ لها فرصة للمضي قدماً نحو أهدافها…فمثل هذه الجماعة حتى لو تظاهرت بالتكاتف والاجتماع فاجتماعها اجتماعاً آنيًّا سرعان ما يزول مع زوال الداعي الآني للاجتماع…!
المقدّمة الثانية تضخّم الأنا عند رؤوس المعارضة وعدم رغبتهم بالتخلي عن المجد الخاص في سبيل المصلحة العامة…فبينما كان أبناء الناس يُسجنون ويطاردون كان بعض رؤوس المعارضة يتصارع على رمزية وزعامة المعارضة…ويتناحرون على أحقيّة فلان بلقب'ضمير الأمة' أو فلان بـ'رجل المرحلة' فهذه الأنانية كان لها أثر عظيم على كثير من الشباب 'المستقل' الذي انخرط في صفوف المعارضة لأنه فُتِن ببريق الشعارات المرفوعة وعندما اتضح له بأن المعارضة بعيدة جدًّا عن المثاليّة التي كانت تدّعيها آثر السلامة والابتعاد…واقتنع بأن الانخراط نحو المجهول مع أناس مهووسين بحب الزعامة هروباً من الواقع الذي يعيشه هو بمثابة الإستغاثة من الرمضاء بالنارِ…؟!
المقدّمة الثالثة…دخول مفاهيم جديدة على فكر المعارضة…فالمعارضة في السابق كانت لا تتعدى الموقف السياسي إلى الإجتماعي بتاتاً…ويحضرني هنا ما ذكره د.أحمد الخطيب في مذكراته الحزء الأول عندما برر عدم استخدامه لأداة الإستجواب في تاريخه السياسي بأن طريقة الإستجواب والتعاطي المحلي معه جعل الإستجواب يخرج من حيّز المساءلة السياسية إلى العداء الشخصي وهو-كما ذكر-لا يحب أن يخسر أحداً على صعيد العلاقات الإجتماعية…ولكن لو نظرنا
لمفهوم 'بعض' المتحمسين في صفوف المعارضة فنجده سحب المواقف السياسية بقوة على العلاقات الاجتماعية ممّا سبب تقاطع ذوي الأرحام وتدابر الأصدقاء وتناحر الزملاء…وهذا أفقد المعارضة جزءً كبيراً من شعبيتها…؟!!
المقدّمة الرابعة…أن المعارضة تتعاطى مع السياسة بعقلية الساموراي الفوز أو الانتحار ولا تتعاطى معها كما تتعاطى أكثر المعارضات في الدول الأخرى بأنها فن الممكن والتعامل مع الواقع فيها يكون بما يتطلبه الواقع لا بما تريده المعارضة…وهذا ما جعل المعارضة تُتْبع الفشل بالفشل وكأنها أقسمت على نفسها أن تكفي محاربيها عناء القضاء عليها بما تقوم به هي من القضاء على نفسها تدريجيًّا…؟!!!
أضف إلى ما تقدّم أن كثيراً ممن يتصدرون للكلام بشأن المعارضة من الشباب هم حديثو عهد بحريّة التعبير 'الكاملة' وكل حديث عهد بالحريّة يسيء استخدامها…وقد يستغرب القرّاء كيف يكونون حديثي عهد بالحريّة وهم مابرحوا يتكلمون عن الحرية ويحاربون الاستبداد…أقول نعم ولكن لو نظرنا لفحوى كلامهم لوجدناهم يحاربون الاستبداد الحِسّي في حين أنهم يعانون -باعترافهم- من الإرهاب الفكري والاستبداد المعنوي بأعتى صوره…فكثير من الشباب تجرّأ على نقد الأمير ولم يتجرّأ على نقد رموز المعارضة وعندما فُتح باب النقد أمامهم مارسوه بشكل مبالغ فيه تعدّى الممارسة السياسية إلى الذمم والضمائر وهذا ما وسّع خرق الخلاف على رُقّاع المعارضة ووسّع الفجوة النفسية بينهم…؟!
كل ما تقدّم يجعلني أكاد أجزم لو حكمت المحكمة الدستورية ببطلان المرسوم وجاءت انتخابات على نظام الخمس دوائر بأربع أصوات بأن المعارضة ستتعرض لخسارة شعبية مذهلة…تجعلها تراجع قناعاتها ومفاهيمها السياسية…؟!
عبدالكريم دوخي الشمري
تعليقات