القضاء ليس حصاناً يُمتطى.. بنظر منى العياف
زاوية الكتابكتب يونيو 13, 2013, 12:13 ص 630 مشاهدات 0
الأنباء
طوفة عروق / والله.. عيب
منى العياف
لم أجد كلمة تتناسب مع ما تفوه به من يدعون كذبا وبهتانا أنهم حماة الدستور بحق القضاة، وقرراهم المرتقب إعلانه يوم الأحد 16/6 إلا كلمة واحدة هي: «عيب»!
نعم عيب.. لم يعد يجدي معكم شيء، لا مناشدة تنفع ولا قانون يردع، حتى «المصداقية» نفسها لم تعد تمثل لكم أهمية، ذلك أن ما تطلقوه من تصريحات حول احترامكم لدولة المؤسسات واستقلال القضاء انما هو تصريحات متناقضة، تتصادم بالوقت نفسه مع تلك التصريحات التي تطلقونها بين حين وآخر بحق القضاء!
> > >
يا سادة.. القضاء ليس حصانا تمتطونه وقتما تشاؤون بما يتناسب مع مصالحكم الخاصة جدا.. القضاء ليس «مؤسسة» تفتح وتغلق وقتما يريد الموهمون!
القضاء.. هو ملاذنا الذي نلوذ به ونحتكم إليه عندما يختل ميزان العدل، هو الذي نلجأ إليه باعتباره الفيصل بين الحكم والرعية، وهو من يرفع الظلم والجور، ومع اشتداد الأزمات في المجتمع.. يزداد التمسك بأهداب العدالة، والسعي الحثيث الدؤوب في إثر كلمة «القضاء»، الذي لا يخذل من يلوذ ويعتصم بأحكامه!
> > >
لقد ارتضيتم «المقاطعة» وعدم المشاركة في الانتخابات، ووجهت إليكم مناشدات كثيرة، لكن أنتم من اخترتم هذا الطريق وتركتم كل السبل الدستورية المتاحة، فلماذا تنتظرون اليوم هذا الحكم؟!
هذا سؤال يجب ان يسأله كل من سار وراءكم «مغمض» العينين، اسألوا أنفسكم بحق: لماذا اليوم انتم تنتظرون هذا الحكم؟!
> > >
أنسيتم تصريحاتكم المخزية التي اطلقتموها عندما صدر حكم المحكمة الدستورية وأبطل مجلس 2012؟ هل تذكرون بياناتكم القبيحة المعلنة يوم 21/6/2012 التي قلتم فيها نصا «ان فرض سياسات الأمر الواقع على الناس باسم تطبيق القانون يعتبر نهجا استبداديا لا يمكن القبول به أو التعايش معه»؟!
لقد كان هذا بعض ما تضمنه بيانكم ذلك اليوم، ومن ثم يحق لنا ان نسألكم ما الجديد الذي سيحدث إذا جاء هذا الحكم ايضا مخالفا لكم وضد رغباتكم، ماذا نتوقع؟! لن نتوقع جديدا لأنكم «خدشتم» جدار هذا الصرح القوي، وما زلتم تمارسون الأفعال نفسها دون أي «حياء»!
> > >
ألا تتذكرون أيضا بيانكم الثاني الصادر في 24/6/2012 الذي قلتم فيه عن حكم المحكمة ما نصه ايضا «لقد جاء هذا الحكم من الناحية القانونية منعدما من أوجه عدة ولأسباب مختلفة» بل لم تكتفوا بذلك.. ألم تقولوا أيضا في بيانكم: «اننا ندعو أعضاء المحكمة والمجلس الأعلى للقضاء الى تصحيح الأوضاع واعادة الأمور الى نصابها حماية للنظام الدستوري قبل فوات الآوان ونأيا عن وقوع البلاد في براثن الفوضى»!
هذا ما خطته ايديكم بحق قضائنا الشامخ لكنكم اليوم تمارسون اللعبة نفسها، والتناقضات نفسها.. تطلقون تصريحا ثم تطلقون عكسه واليوم تكررون النهج نفسه وتتحدثون اللغة نفسها مع إساءة خالصة لكيان هذه الدولة!
والله عيب!
> > >
باختصار لدي قناعة مؤداها أنه بما أنكم قاطعتم فلا يحق لكم الانتظار، فالأحرى والأحق بالانتظار هو هؤلاء الذين شاركوا في الانتخابات، الذين طعنوا على النتائج ومارسوا الحق الطبيعي في ظل الدستور، هؤلاء هم الأحق في انتظار هذا الحكم وليس أنتم.
وأيا ما كان الأمر، فإن صاحب السمو الأمير أعلن بكل وضوح وشجاعة أنه قابل بحكم الدستورية في كل الأحوال، ولهذا بعد استمرار هرطقاتكم بحق قضائنا وقضاتنا الأحرار أقول لكم: والله عيب.
تعليقات