العالم الإسلامي والعربي فقد تماسكه واستقراره.. برأي خديجة المحميد
زاوية الكتابكتب يونيو 11, 2013, 12:07 ص 1321 مشاهدات 0
الأنباء
مبدئيات / الوحدة الوطنية صمام الأمن الاجتماعي
د. خديجة المحميد
لقد فقد العالم الإسلامي وخصوصا العربي منه تماسكه واستقراره من خلال مراحل تنفيذ إعادة تقسيمه وتشكيله من جديد بتكوين شرق أوسطي هش وملغوم بمختلف أنواع مفجرات الفتن الطائفية والنزاعات العنصرية الكفيلة بإلهائه وإضعافه، هذا ليبقى الكيان الصهيوني الغاصب هو الأقوى والأكثر أمنا في المنطقة العربية المنكوبة. وقد تزامنت عمليات الإعداد السياسي لهذا المشروع منذ أمد طويل مع إعادة لصياغة أولويات العقل العربي لتتسيد فيه مصالح الفئة على مصير الوطن، واجتهادات المذهب على بديهيات العقيدة والدين.
وما أحكمها من خطة قد بذل الكثير منا الغالي والنفيس في تنفيذها من حيث يدري ومن حيث لا يدري في مختلف الأقطار العربية، حتى الكويت التي عرف عنها طوال تاريخها انتهاجها سياسة النأي بالنفس عن الدخول والمشاركة في النزاعات الإقليمية لم تتمكن مؤخرا من تفعيل نهجها الثابت في خلافات الدول العربية الشقيقة، بل لم تتجنب المساهمة المعلنة فيها، ما ينذر بارتدادات نتائجها الخطرة على مستوى الدولة والأمن الاجتماعي الداخلي. هاجس الخطر يستشعره كل متدبر للأحداث، وحتى الغافل بات يعيش الخوف من تصاعد مواقف وثقافة الكراهية الفئوية والمذهبية التي هي بضاعة المشروع المصدر لمجتمعنا، ويتساءل ماذا لو تجاوز التعبير عن الكراهية الوسائل الكلامية والإلكترونية الاستفزازية إلى استعمال السلاح كما هو حاصل في الدول العربية ذات ربيع الاقتتال وإزهاق الأرواح البريئة؟
الكويت تحتضن رصيدا غاليا من الشباب قد جعل همه الأول حماية الوحدة الوطنية، وانبرى يفكر ويتحرك بشكل جماعي جاد ليؤدي دورا حقيقيا على مستوى الفكر الوطني وعلى مستوى المواقف المؤثرة في تحقيق ذلك. لقد استضافت الرابطة الوطنية للأمن الأسري «رواسي» مساء الاثنين في مطلع هذه الشهر في ديوانيتها الشهرية كلا من جمعية الإخاء الوطني الكويتية وجمعية الوحدة الوطنية الكويتية، وهي جمعيات تحت التأسيس بأعضاء يمثلون التنوع والتعدد في وطننا، وقد اختارت مسمياتها التي تعبر عن هاجسها الأساسي وأولويتها في الحفاظ على أصالة التلاحم الوطني الذي جبل عليه الشعب الكويتي، فأفاد أمين سر جمعية الإخاء الوطني الكويتية الأستاذ حسين غريب أنهم يتطلعون لبناء ثقافة وطنية تستلهم جذورها الطيبة من التراث الفكري الاجتماعي الجامع لألوان الطيف الكويتي بأسلوب وصيغ عصرية جاذبة، وأضاف رئيس جمعية الوحدة الوطنية الكويتية الشاب الطموح بدر صالح السويلم التعريف بأساليب متميزة في رؤى جمعيته لمحاربة الطائفية وإذكاء الروح الوطنية لدى شريحة الشباب وكافة المواطنين، وبين حرصهم الشديد على حيادية الجمعية وحمايتها من التجاذبات السياسية، وقد أفادت الرابطة الوطنية للأمن الأسري «رواسي» بضرورة تضافر جهود مؤسسات المجتمع المدني بهذه التوجهات البناءة ضمن مشروع فكري ثقافي وميداني مشترك تعززه المواقف العملية الصادقة في خدمة هذا البلد الطيب وتسنده إرادة الدولة القادرة.
تعليقات