لماذا تحول الإعلام إلى ألغام؟.. فاطمة الشايجي متسائلة
زاوية الكتابكتب يونيو 9, 2013, 10:58 م 759 مشاهدات 0
الشاهد
الإعلام ما بعد '16-6'
د. فاطمة الشايجي
السلطة الرابعة كان لها تأثير بالغ في اطاحة بعض النظم، فجميعنا لاحظ الدور الذي لعبه الاعلام في اسقاط النظم العربية السابقة منها المصري والليبي والتونسي واليمني، ولكنه جاهد كثيرا وحارب النظم الخليجية ولم ينجح، وهو الآن يعمل جاهداً لاسقاط النظام السوري ولكن استنادا للمدة الزمنية لباقي الأنظمة التي سقطت أجده فشل في سورية، نتساءل لماذا كان مؤثراً في منطقة وعجز في أخرى؟ ولماذا تحول من اعلام الى ألغام أليس ذلك أمراً مريباً؟
كان الاعلام في السابق خارج دائرة التسيير أو التخيير بل كان هو الدائرة التي يقبع بداخلها الأفراد مسيرين، بالفعل كان يمثل السلطة الرابعة، ولكن بما أننا نقع تحت سلطة أكاديمية التغيير فأول ما سعت له هذه الأكاديمية تغيير القاعدة الاعلامية وأصبح الاعلام مسيرا من بعض أصحاب الأموال لتحقيق أغراض خاصة،فبدل من أن ينقل الحقيقة كان يخترع الحقيقة بوجود مجموعة من الاعلاميين الذين افتقدوا لأخلاقيات المهنة وتمتعوا بتسويق المهنة.
كم عجبت من السلطة المحلية الرابعة، فالنظم التي سقطت لجأ معارضوها الى الاعلام الخارجي لتحقق أهدافهم، ولكن بعض وسائل الاعلام لدينا وفي أوج الربيع العربي انقسمت على نفسها وأصبحت عدة سلطات تحارب بعضها.
وقد اكتشفنا هذا الأمر عندما شاركنا في انتخابات المجلس المبطل، فبعض القنوات الاعلامية كانت مزودة ببرنامج اعلامي سبقت به البرامج الانتخابية للمرشحين، وكأن الاعلام كان مرشحا لنيل كرسي بالمجلس. كنت أتساءل كيف تحولت مهنة الاعلام من عرض الحقيقة لتساعد على تكوين رأي عام الى مهنة تزرع في الوطن الألغام. كان دور الاعلام حينذاك زرع الفتنة، واثارة الشبهات حول الأشخاص، وتسهيل عملية الطعن للأفراد، بل والأشنع أنه كان يزود البعض ببعض المعلومات المؤكدة والمثيرة، وكان يستبعد أن تظهر الحقيقة وأول حقيقة ساعد على طمثها رأي الشعب، فهو حاول بشتى الطرق أن يثبت أن ما يعرضه هو الحقيقة، وأن الجموع التي يسلط عليها الكاميرات هي كل الشعب.
واني أتساءل الآن كيف سيكون دور الاعلام بعد يوم الأحد الموافق
16-6 عندما يصدر حكم المحكمة الدستورية في مرسوم الضرورة للصوت الواحد؟ أو بعد ذلك في حال التأجيل،هل سيستمر في العمل على دمار الكويت؟ أم انه سيلتزم بالقواعد الأساسية للاعلام؟ لست ضليعة بقواعد الاعلام، ولكني أتوقع أن الاعلام لكي يستمر بالعطاء لابد أن يحافظ على الوطن، وأن يكون وسيلة لممارسة الحرية ملتزما بالآداب العامة للمجتمع، وأن يحرص على وجود اعلاميين لديهم الامكانية من عرض الرأي والرأي الآخر دون اثارة فتنة ملتزمين بقواعد الاعلام، وأن ينقل الحقيقة دون تصرف
أو تشويه أو اضافة كما حدث في السابق.
في النهاية هل سيغير الأصفر لونه ويلبس علم الكويت أم أنه سيزيد الفجوة بين الأزرق والبرتقالي؟
تعليقات