'تاريخي'.. شملان العيسى مشيداً بقرار إلغاء قانون منع الاختلاط

زاوية الكتاب

كتب 1441 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  لندعم مدنية الدولة

د. شملان يوسف العيسى

 

أقرت لجنة الشؤون التشريعية والقانونية في اجتماع عقدته امس الاول الغاء قانون منع الاخلاط في الجامعات الحكومية والخاصة والتعليم التطبيقي.
نشكر اعضاء اللجنة التشريعية على خطوتهم المباركة باتخاذهم هذا القرار التاريخي الذي سيعيد للكويت امجادها السابقة وينهي للابد هيمنة الاسلام السياسي والقبلي على مقدرات الدولة المدنية.
لقد ثبت عمليا وفعليا فشل نظام عزل الطلاب عن الطالبات لاننا في الجامعة من خلال تجربتي الذاتية بدأنا نواجه مشكلة حقيقية لان القانون المتخلف الذي فرضته قوى الاسلام السياسي وبعض القوى المحسوبة على التيار الوطني والشعبي والحكومة غير عملي وغير واقعي لانه مكلف جدا على ميزانية الدولة ولا توجد اماكن وحصص كافية للتدريس ولا يوجد عدد كاف من الدكاترة لتدريس الجنسين بمعزل عن بعضهما، ويعلم الله كم حاولنا اقناع المسؤولين بالحكومة بأن هذا القانون فاشل ولكن الحكومة كعادتها دائما تلعب على سياسة ارضاء الجميع وكسب رضاهم وقبولهم وولائهم على حساب مدنية الدولة وقوانينها واموالها.
المضحك في الموضوع اليوم ان بعض نواب الاسلام السياسي والقبائل يعترضون على مقترح اللجنة التشريعية وهذا حق من حقوقهم ونحترم رأيهم وإن كنا نختلف معهم، ما ازعجني فعلا هو حديث البعض وكأنهم يتكلمون عن اهل الكويت جميعا وان المواطنين الكويتيين يرفضون الاختلاط، اراهن ان البعض حديث التجنيس لا يعرف اي شيء عن اهل الكويت ومدى التزامهم بالدين ومدى انفتاحهم الحضاري على العالم ومدى تقبلهم لتعليم المرأة، علينا الا نسكت ونلتزم الصمت تجاه من يحاول تشويه تاريخ بلدنا الناصع، فأهل الكويت فتحوا المدارس النظامية للرجال عام 1911 وللنساء في عام 1938 رغم اعتراض المتعصبين الذين جاءوا من الجزيرة العربية واعلنوا رفضهم للتعليم النظامي لانه يدرس العلوم الحديثة وهي الرياضيات والجغرافيا واللغة الاجنبية وكانوا يصرون على تدريس القرآن فقط.
اهل الكويت نود ان نقولها للنواب الجدد ان اهل الكويت بعثوا بناتهم لتلقي التعليم في الخارج في جامعات مختلطة في مصر ولبنان وبعدهما الى اوروبا وامريكا في الخمسينيات، اهل الكويت وحكومتهم فتحوا اول جامعة كويتية مختلطة عام 1966 بدون ان تواجه اي مشكلة بالتعليم المختلط لمدة تفوق الثلاثين عاما.
نواب مجلس الامة المعترضون على مقترح اللجنة التشريعية آخر من يتكلم عن الدين لأن بعضهم قبيضة وتجار دين ويتلاعبون على عواطف ابناء القبائل وطيبتهم بالادعاء بانهم يمثلون مصالحهم بينما الحقيقة هي ان هؤلاء النواب اصبحوا ذوي جاه ونفوذ ومال وعقار وملايين، عليهم بالعافية، لكن لا تتاجروا بالدين وتدعون العفة، اتقوا الله في بلدكم.
كلمة أخيرة: أين شباب الوسط الديموقراطي والتحالف الوطني؟ ماذا تنتظرون؟ عبروا عن وجهة نظركم ولا تخربوا البلد بسبب عدائكم للحكومة والمجلس الحالي، اثبتوا صدق تفكيركم اذا بقيت لديكم ذرة من الغيرة على الوطن.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك