هل يمكن أن يكون المليونير في الكويت فقيراً؟!.. الحساوي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 2802 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  مليونيرات... على الطل!

د. وائل الحساوي

 

هل يمكن أن يكون المليونير في الكويت فقيرا؟! الجواب هو نعم إذ ان المليونير يملك أكثر من 300 ألف دينار (مليون دولار) بينما قيمة الأرض في مناطق السكن العادية (مثل جنوب السرة) تزيد على 400 ألف دينار لمساحة 400 م2 وتكلفة البنيان لا تقل عن 150 ألف دينار، إذاً فلدينا في الكويت الكثير من المليونيرات الفقراء يسكنون في شقق للإيجار ولا يستطيعون بناء بيوت لأنفسهم أو لأبنائهم!
في الكويت بحسب وكالة (د ب أ) عدد المليونيرات 11.5 في المئة أي ما يقارب (130) ألف فرد ولكن ارتفاع مستوى المعيشة لاسيما الأراضي السكنية يجعل من أولئك المليونيرات فقراء!
دعونا نحسب الأمور بحسبة أخرى، فقد جاءني بالأمس مجموعة من طلبة البكالوريوس في الكلية يطالبون بفتح مواد تدريسية في الصيف فقلت لهم: لا توجد عندي ميزانية تكفي لفتح مواد دراسية في الصيف غير المواد الأساسية مثل التدريب الميداني والمواد التي يحتاجها الخريجون، فتساءلوا: لماذا لا تطلبون ميزانيات تعزيزية من الهيئة؟! فقلت لهم: الهيئة لا تقصر ولكنها لا تملك الميزانية الكافية لفتح عدد كبير من المواد، فقالوا: إذاً من يملك الميزانية؟! قلت لهم: مجلس الوزراء وهو محكوم بميزانية محددة، فقال لي أحد الطلبة: عجيب ان تتفاخر الحكومة بوجود فائض في الميزانية يفوق الـ 12 مليار دينار في عام واحد، ثم نجد أنفسنا نحن الطلبة الذين تفتخر الحكومة بأنهم عماد المستقبل عاجزين عن دراسة مواد مهمة نحتاجها لتخرجنا ونظل ثلاثة أشهر هائمين على وجوهنا في الشوارع لا ندري ماذا نفعل!
إذاً في الملايين التي تتحدث عنها الاحصائيات لا تكفي لشراء بيت ولا لتدريس أبنائنا الدراسة الملائمة! 
قضية العلاج الطبي هي قضية محيرة كذلك، وما عليك إلا ان تجرب إذا أعطاك طبيب المستوصف موعداً في (مركز بنيد القار) لعلاج الأسنان حيث يتوافد على المركز آلاف المراجعين يوميا، ويجب الحضور يوم الاثنين باكرا قبل الثامنة وإلا فإنك تنتظر أسبوعا آخر لكي يكشف عليك الطبيب، ثم بعد الكشف يحدد لك موعداً قد يزيد على أسابيع أو أشهر للمراجعة.
إذاً فالملايين التي نتحدث عنها لا تكفي لشراء بيت أو لتدريس أبنائنا أو لتلقي العلاج المناسب!
الشيء الوحيد الذي يستمتع به مليونيريات الكويت وفقراؤهم هو التوجه الى المطاعم والتهام ما لذ وطاب دون حساب، وبعضهم تكفي أمواله لشراء السيارات «الكشخة»، لكن ضريبة تلك المليونيرية باهظة الثمن من سمنة مفرطة وأمراض السكر والضغط والكوليسترول، وأبناؤهم يموتون يومياً في حوادث السيارات!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك