يقولون ما لا يفعلون! محمد جوهر واصفا مجلس الصوت الواحد

زاوية الكتاب

كتب 1449 مشاهدات 0


مجلس ... يقولون ما لا يفعلون!

بعيداً عن الآراء المختلفة حول المقاطعة والمشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ما بعد مرسوم الصوت الواحد القابل للفصل بمدى دستوريته من عدمه عبر المحكمة الدستورية منتصف الشهر الجاري، أجمع أغلب المشاركين من مرشحي وناخبي الانتخابات الماضية التي لم يُشارك بها غالبية الشعب الكويتي كسابقة تاريخية بأن المجالس الماضية طغى عليها التأزيم والتناحر والافراط في المحاسبة ولا بد من ترشيد أداة المحاسبة (الاستجواب) وخلق أجواء تعاونية تشريعية تنفيذية تُساعد الحكومة على التخطيط والانتاج والتنمية التي لم نرها بسبب ممارسة السلطة التشريعية وكأن السلطة التنفيذية خالية من الفوضى والفساد الذي (لا تستطيع على حمله البعارين)!. وافتعلوا أيضاً نهجا برلمانيا جديدا للمجلس وهو نهج السمع والطاعة، وأيضاً لا ننسى تهييج الشارع من قبل هذه الجماعة على انتقادهم المستمر لتدني مستوى الخطابة ولغة الحوار في المجالس السابقة وتعمدهم تعميم بعض التصرفات الفردية السيئة من قبل بعض النواب على جميع النواب والمجالس السابقة من خلال نظرية (الخير يخص والشر يِعمْ)! وأوهموا الناس بعد ذلك بأن السلطة التشريعية سوف تزهو وتنمو وتعلو من شأن البلاد!
ولكن شاهدنا مجلسا يناقض ما طرح وما سُوّق، فشاهدنا مجلسا لديه نواب يُقدمون الاستجوابات، ونواب يطلقون التصريحات الرنانة ذات الوعيد، ونواب يتفننون بقذف الشتائم والاهانات لزملائهم بالمجلس ونظرائهم بالسلطة التنفيذية تحت قبة عبدالله السالم، ونواب يسمسرون لصفقات مالية واقتصادية مع الشركات الحكومية، ونواب يبثون السموم الطائفية، ونواب مراقبون يقَـبلون الأكتاف، ونواب لا يفقهون العمل البرلماني وما معنى التشريع والرقابة، ونواب يختلقون ويصنعون الأعذار لحكومة سفهت جلساتهم، ونواب يطالبون بالتهدئة ومن ثم يهددون بالاستجوابات ويصرون عليها ومن ثم يصوتون على وأدها عبر تحويلها الى اللجنة التشريعية! مجلس بحاجة (لكاهن فذ) كي يُفصله ويحلل نهجه وعمله ومساره المترنح والمتخبط!
بالمختصر:
• بالأمس وفق (منطقهم المُفلس) يلقبون كل من يستخدم حقه في المحاسبة بالمؤزم والغوغائي والمنقلب واليوم يمارسون الغوغائية والتأزيم ويخالفون مبدأهم البرلماني بالسمع والطاعة!
• بالأمس يقولون الحكومات السابقة بحاجة لفرصة كي تنجز وتعمل ولا يجوز الطعن بالوزراء وذممهم والطعن بأسس اختيار رئيس الوزراء وحكومته واليوم يدْعون في صلاتهم على رحيل هذا المجلس الصوري وحكومته الضائعة والمتخبطة!
• بالأمس ينعتون غيرهم بهبوط مستوى لغة الحوار واليوم يصدرون الشتائم والاهانات والألفاظ غير الحسنة!
وصدق القائل: لا تنه عن خُلقٍ وتأتي بمثله عارٌ عليك ان فعلت عظيمُ، وأما بخصوص وعودهم التنموية عبر التشريعات النهضوية والتقدمية فما أسهل القول وما أصعب الفعل، ولا غبار على صحة حقيقة: أن أخطر أنماط البشر هم من (يقولون ما لا يفعلون)!
س: هل هذا هو المجلس الذي كُنتم تنتظرونه وترتجون منه الفرج؟ ومنا الى المواطن الذي سار خلف حججهم ومنطقهم ونهجهم! عبر دوافعه المتعددة وخلق لنا مجلسا من طراز يقولون...!

محمد جوهر حيات
 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك