عن الحب النقي الذي لا يكون لمصلحة تكتب هند الشومر

زاوية الكتاب

كتب 4730 مشاهدات 0


الحب

د. هند الشومر

الحب هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما، وقد ينظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين اثنين، ومن المعروف أن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ «هرمون المحبين» أثناء اللقاء بين المحبين.
وأسماء الحب كثيرة منها المحبة والهوى والصبوة والشغف والوجد والعشق والنجوى والشوق والوصب والاستكانة والود والخلة والغرام والهيام والتعبد. وهناك أسماء أخرى كثيرة التقطت من خلال ما ذكره المحبون في أشعارهم وفلتات ألسنتهم وأكثرها يعبر عن العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة.

ومن أعظم أنواع الحب هو الحب في الله أي أن يحب الإنسان غيره لأنه شخص صالح ومؤمن وليس له في حبه منفعة، ولا شهوة، ولا قرابة، من غير أن يناله منه أي نفع، والذي جاء فيه الحديث «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار»، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب زوجته عائشة لحديث: «عن أنس، قال: قالوا: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» قالوا: إنما نعني من الرجال، قال: «أبوها» رواه الترمذي وابن ماجة.

أما بالنسبة للنظرة العلمية للحب فقد وجد باحثون بريطانيون أن هرمون التيستوستيرون يقل عن معدلاته الطبيعية عند الرجال عند الوقوع في الحب، بينما يزداد عن معدلاته الطبيعية عند النساء. وفي دراسة أخرى اكتشف باحثون بجامعة «لندن كوليدج» أن الوقوع في الحب يؤثر على دوائر رئيسية في المخ. وتوصل الباحثون إلى أن الدوائر العصبية التي ترتبط بشكل طبيعي بالتقييم الاجتماعي للأشخاص الآخرين تتوقف عن العمل عندما يقع الإنسان في الحب. وقال الباحثون إن هذه النتائج قد توضح أسباب تغاضي بعض الأشخاص عن أخطاء من يحبون.

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد أحب عبدا لله إلا أكرمه الله عز وجل» وإكرام الله للمرء يشمل إكرامه له بالإيمان، والعلم النافع، والعمل الصالح، وسائر صنوف النعم. ومن تمام محبة الله أن يحب الإنسان ما يحبه الله ويكره ما يكرهه، فمن أحب شيئا مما كرهه الله، أو كره شيئا مما يحبه الله، لم يكمل توحيده.

إن الحب هو من أسمى وأرقى العواطف الإنسانية، فإذا توجهت هذه العاطفة النبيلة لله تعالى، وكانت هي محور العلاقات بين المسلمين ستذلل كثيرا من الصعاب، وتثمر الثمار الطيبة في حياة الأمة والمجتمع، ولقد جاءت أدلة عديدة تؤكد هذا المعنى الكريم، وتبين المكانة الرفيعة لمن أنعم الله به عليه. فقد قال عليه الصلاة والسلام: «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي».

فلنجعل علاقاتنا تبنى على الحب النقي الذي لا يكون لمصلحة، ولكن حب في الله ونسأل عن أحبائنا ونتفقدهم ونزورهم من وقت لآخر ونبتعد عن الفرقة والاختلاف لتدوم المحبة ونحظى برضا الله ونشعر بالسعادة وننجز أهدافنا ونطور بلادنا ونكون درعا واقية من أي مصائب أو عثرات. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك