هل مناهج القرآن الكريم دعوة للتكفير؟.. وائل الحساوي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 1867 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  مناهج القرآن الكريم.. هل هي دعوة للتكفير؟

د. وائل الحساوي

 

استمعت على مدى ساعة كاملة لشرح وافٍ لوزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور نايف الحجرف في جمعية المهندسين حول مرتكزات الخطة الخمسية لوزارة التربية والتي وضعت لها نموذجاً يقوم على تأسيس نظام تربوي متميز قادر على تخريج أفراد ذوي قدرات تنافسية محلية وعالمية، وأنه يسعى الى خلق مواطن ذي شخصية متكاملة ومتزنة، ولتخريج طلاب ذوي كفاءة عالية وقدرات تنافسية محلية وعالمية.
كما تكلم الوزير عن خارطة طريق للوزارة محورها الأساسي هو البرنامج المتكامل لتطوير التعليم الذي يقوم على خطة تنسيقية تنفيذية بين مشاريع متكاملة في الخطة الإنمائية.
كذلك فقد بشرنا الوزير أن الوزارة قد انتهت من كتابة المناهج الجديدة وستقوم بتنفيذها في عام 2014/ 2015.
إذا كانت الوزارة قد بذلت تلك الجهود المضنية لمراجعة خططها ووضع استراتيجياتها وساهم في ذلك مئات المعلمين والمربين الأفاضل، وإذا كانت الوزارة تراجع مناهجها على فترات لتصحيح أي خلل فيها، فهل يحق لباحث تربوي في الجامعة اللبنانية أن يطلق الاتهامات والتعميمات والكلام غير المسؤول حول مناهج التربية الإسلامية ويصفها بما هو بعيد عن واقعها.
هذا ما كتبه الدكتور (فوزي أيوب) في جريدة القبس (28 و29/ 5/ 2013) ودعوني أستل بعضاً مما طرحه وغلفه بغلاف التحليل التربوي البحت حول مناهج التربية الإسلامية:
أولاً: قوله: «خير ما نفتتح به هذا الجزء من الدراسة قول الفيلسوف العقلاني العربي ابن رشد (إذا جاء النص الديني متفقاً مع العقل فلا إشكال، وإذا كان مختلفاً مع العقل فنحن نؤوله لأن الله لا يمكن أن يعطينا عقولاً ويعطينا شريعة مخالفة لها)».
ومن المعروف أن ابن رشد هو فيلسوف تقوم أفكاره على إخضاع كل شيء للعقل المجرد، وهو ما يصادم أبجديات الدين الإسلامي الذي مدح المؤمنين بقوله تعالى: (الذين يؤمنون بالغيب). ثم ما هو مقياس العقل السليم لكي نسلّمه القرار بإسقاط النصوص الشرعية الثابتة؟!
ثانياً: قوله: «إن الإطالة في عرض موضوعات مجردة جداً مثل: «لماذا خلقنا الله» تثير الملل في نفوس التلاميذ!! ويقول: «لماذا يتم إغراق التلميذ بتفاصيل بديهية عن موضوع مثل «عدم مشابهة الله لشيء وأنه متفرد بصفات الكمال» وهي مواضيع لا تنمي تفكير الولد ووعيه الديني بقدر ما تزيد من كمية المعلومات التي يختزنها في ذهنه» وسؤالنا هو عن الحكمة في إفراد الله تعالى لأكثر من نصف آيات القرآن لتقرير تلك الحقائق إذا كانت لا فائدة لها، ويعلم المسلم بديهة بأن هذه القضايا هي لب وأساس الدين الإسلامي وهي التي تميز المسلم عن غير المسلم.
ثالثاً: قوله: «إن الدرس الأول من كتاب التربية الإسلامية للصف الثامن يعود فيتوسع في الحديث عن أسماء الله الحسنى وصفاته دون أن نعرف الحكمة أو الفائدة من الإلحاح المتواصل إلى هذا الحد على التلميذ الكويتي العربي المسلم وكأن التلميذ كافر ومن أسرة كافرة لا صلة لها بالإسلام» ولا شك أن هذا الكلام فيه جهل وقبح كبير إذ ان الحديث عن أسماء الله الحسنى هو لب القرآن وهو أساس بناء المسلم الصالح الذي يعرف ربه ويعبده حق عبادته ويراقبه في جميع أعماله، وليست مقصودة للحفظ والتكرار فقط، ولا أعتقد أن أي تربوي مهما كان لديه أدنى حظ من الثقافة لا يدرك هذه الأمور، وهل القرآن الكريم عندما خاطب المسلمين بالحديث المتواصل عن صفاته وأسمائه أو خوفهم بالنار، هل كان يخاطب أسراً كافرة؟
رابعاً: ثم استرسل الكاتب في بيان أن مناهج التربية الإسلامية تحتقر العقل وتحاربه، ولمزه الدائم بالمؤلفين الذين يمثلون كبار المتخصصين في تلك المواضيع، وأمور أخرى لا مجال لمناقشتها في هذه العجالة ومطالبته بتأجيل دراسة مواد التربية الإسلامية إلى الصف الثالث.
إن هذا الأسلوب في التحليل هو محاولة لنسف المناهج التي جاء بها القرآن والسنة تحت مسمى البحث العلمي والتدقيق.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك