عزاء النساء فى الكويت !!
محليات وبرلمانمايو 28, 2013, 1:43 م 1416 مشاهدات 0
يلون حدث العزاء حياة الأفراد باللون الأسود الحزين ويلحق بتلك القتامة اتشاح اصحاب العزاء والاقارب والأصدقاء من النساء تحديدا بذلك اللون الذي يرمز له في هذا الموقف التزام الكويتيات بارتداء العباءة السوداء التقليدية.
وشهدت طقوس العزاء المتوارثة من الجدات والأمهات استمرارا جيلا بعد اخر وكادت تكون ثابتة مدة طويلة من الزمن الى ان طرأت عليها في السنوات العشر الأخيرة بعض التغييرات الواضحة للعيان وفق ما تصفه بعض المؤرخات والاعلاميات.
وقالت المؤرخة والاعلامية غنيمة الفهد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان التحول في عادة العزاء جزء من سنة الحياة الا ان اختصار مدة عزاء النساء خلال السنوات الأخيرة الى ثلاثة ايام رسميا كما هو معمول عند الرجال يعد التغيير الأفضل والتحول الكبير الذى اسهمت به وسائل التكنولوجيا.
واضافت انه فى الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي لم يكن جميع الأقارب والاهل يعرفون بخبر وفاة احد افراد العائلة لاسباب عدة منها عدم وجود وسائل اعلام وعدم توفر الهواتف وبعد المسافات وندرة وسائل النقل.
وذكرت ان عددا قليلا فقط من العائلات الكويتية فى ذلك الوقت كانت تمتلك سيارات خاصة كما ان مساكن العائلات كانت منتشرة على رقعة واسعة وفيما تسكن عائلات قبلة وشرق والمرقاب تسكن عائلات اخرى الفنطاس والأحمدي وبوحليفة وهى تبعد عن بعض عشرات الكيلومترات.
واوضحت انه لذلك كانت ابواب اصحاب العزاء سابقا مفتوحة مدة طويلة قد تبلغ 15 يوما واكثر بسبب توافد المعزيات من اماكن متفرقة مع ما يصاحب ذلك من ارهاق للعائلة المتوفى احد افرادها والتكلفة المادية الكبيرة نظير استضافتها للمعزيات اللواتي يضطررن للاقامة عدة ايام لصعوبة العودة.
وقالت الفهد ان فترة العدة التى تلتزم بها المرأة التى فقدت زوجها استمرت كما هي عليه التزاما باحكام الشرع وهي أربعة اشهر و عشرة ايام الا ان الظروف المحيطة بالعدة تغيرت كثيرا للأفضل حيث كانت ايام العدة بطيئة ومؤلمة وتحيط بالمرأة الأرملة حبيسة المنزل لتنفيذ المدة الشرعية هالة من الوجع والانكسار نتيجة فقدان الزوج واضطرارها للتعامل مع أعباء الحياة ومواجهة المسؤولية وعدم قدرتها على الخروج.
واضافت انه فى الوقت الحالي نجد ان ظروف العدة تحسنت كثيرا ولم تعد الأرملة على النحو الضعيف الذى كانت عليه بانتظار مساعدة من الاخ اوالاخت او الأقرباء لوجود من يعاون فى المنزل من خادمة وسائق مبينة ان السائق صار يفي بالقيام بدور رب المنزل من جهة توفير الاحتياجات اليومية من المواد الغذائية وتوصيل الأولاد الى المدارس وتصليح بعض الامور في المنزل كالكهرباء والماء.
من جانبها قالت الاعلامية عائشة اليحيى ان هناك ظواهر اجتماعية سلبية طرأت على بعض العائلات فى الكويت عند حدوث وفاة في العائلة ومنها تصدع العلاقات الاجتماعية خلال وقت العزاء واضطرار المعزيات للذهاب الى اكثر من بيت لتقديم واجب العزاء بسبب وجود الخلافات والقطيعة مبينة ان ذلك امر لم تعتد عليه البيوت الكويتية المحافظة فى الماضي ويدخل فى اطار العيب.
واضافت ان الخلافات القائمة عند بعض العائلات لم تعد تذيبها المصائب التى تصل الى حد الوفاة بل وتشتد اكثر عند البدء فى اجراءات حصر الورثة دون مراعاة لاحترام قدسية العائلة او ذكرى الفقيد.
واستنكرت اليحيى اصطحاب الأمهاب الشابات لبناتهن صغيرات السن للعزاء لعدم جدوى ذلك مضيفة انه على الرغم من التزام النساء الكويتيات بارتداء العباءة حتى الان خلال العزاء فان عتبا يقع على تلك النوعية من الأمهات اللواتي يسمحن لبناتهن صغيرات السن بارتداء العبايات المزركرشة.
وذكرت ان التساهل فى ارخاء العباءة الى الكتف بدلا من وضعها على الرأس 'استخفاف بالمصاب الأليم' وان طريقة تصفيف شعر الشابات الصغيرات يجعلهن في مظهر اقرب لمناسبة فرح منها لموقف حزن داعية الامهات الى الزام بناتهن باتباع العادات بما يليق مع ظروف العزاء وحثهن على عدم ارتداء المجوهرات والأحذية البراقة او متابعة الهواتف الذكية اثناء العزاء.
وعن وجود عدد كبير من الاصدقاء والمقربين والمعارف يوميا فى العزاء على فترتين صباحية ومسائية قالت اليحيى ان وجودهم امر تفرضه الضرورة والتقاليد للمشاركة فى تلقي العزاء داعية المعزيات الاخريات الى اداء الواجب والانصراف بسرعة لتفادي الازدحام والارباك والحد من الثرثرة وتجاذب اطراف الحديث.
وردا على سؤال عن استمرار عادة تحمل الأهل واجب توفير وجبة الغداء لاصحاب العزاء خلال الايام الثلاثة اعتبرت انها عادة كويتية قديمة وجميلة لكنها لا تتماشى مع ايامنا الحالية لما ينطوي عليه الامر من تفاخر وتنافس.
تعليقات