حروبنا العربية شديدة البشاعة والقباحة.. هذا ما يراه سامي النصف

زاوية الكتاب

كتب 1966 مشاهدات 0


الأنباء

محطات  /  حروب لا حب ولا إبداع فيها

سامي النصف

 

حروب العرب الحديثة الأهلية منها والخارجية لم تتمخض عن ملاحم او قصص حب تخلدها بعكس حروب الأمم الأخرى حيث نتج عن حروب اليونان القديمة ملحمتا الإلياذة والأوديسة للشاعر هوميروس وضمنها قصة حب الملكة الإغريقية الجميلة هيلين للطروادي باريس واسطورة البطل أخيل وخديعة حصان طروادة.

***

وترجم الشاعر الفردوسي خوفه من طمس الغزو العربي والإسلامي للثقافة والهوية الفارسية بالملحمة الفارسية الضخمة المكونة من 60 ألف بيت والمسماة بالشهنامة، وقد كتبها بأمر من حاكم طوس عام 1009 ميلادية وضمنها إحساسا بالفخر والتفوق وروايات عن فنون الحرب وتمجيد لشخصية البطل رستم وفاجعة مقتل الملك خسرو (كسرى).

***

ونتج عن الحرب الأهلية الأميركية رائعة «ذهب مع الريح» وكثير من القصص الأخرى، وخلد فيلم «لورانس العرب» احداث الحرب العالمية الأولى في المنطقة وحصد عليها كثيرا من جوائز الأوسكار، كما تمخضت الحرب الأهلية الإسبانية منتصف الثلاثينيات عن رائعتي الروائي الأميركي ارنست همنغواي «وداعا للسلاح» و«لمن تقرع الأجراس»، وأثناء الحرب العالمية الثانية أخرجت هوليوود أحد أروع الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما العالمية وأعني فيلم «كازبلانكا» الذي لا أملّ شخصيا من مشاهدته.

***

في المقابل، دخلنا كعرب خلال العقود الماضية في سلسلة من الحروب المتصلة بدءا من حرب فلسطين عام 1948 الى الحروب العربية ـ الإسرائيلية التي خاضتها مصر وسورية والأردن وساهمت فيها كثير من الدول العربية، اضافة الى حروب الاستقلال في المغرب والجزائر وتونس واليمن وليبيا وغزو الكويت، ثم سلسلة من الحروب الأهلية مازالت مستمرة حتى يومنا هذا، الغريب ان جميع تلك الحروب شديدة البشاعة والقباحة لم تتمخض عن ملحمة أو رواية أو قصة او حتى فيلم سينمائي يعلق في الذاكرة ويحوز جوائز إقليمية او عالمية.

***

آخر محطة: (1) الشكر الجزيل للزميل العزيز حسن علي كرم على ما خطه قلمه المتميز ضمن زاويته الشائقة في الزميلة «الوطن» من كلمات طيبة داعمة لنهج الشفافية المتبع في شركة الخطوط الجوية الكويتية.. كلمات الزميل حسن وسام على الصدور ولكمات على وجوه المتجاوزين.

(2) الإبداعات الوحيدة لحروبنا هي المصطلحات الجديدة التي أدخلناها لقاموس الحروب مثل مسميات «أم المعارك» وتقسيم العالم الى «فسطاط الخير وفسطاط الشر» والجملة الخالدة المتكررة.. «توقعناهم من الشرق فأتوا من الغرب.. لا أعلم وكنوع من التغيير المفيد لماذا لا نتوقعهم من الشرق ذات مرة ويأتوننا من الشرق.. موعيب!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك