الديموقراطية لا تعني الرضوخ لرأي الأغلبية.. هكذا تعتقد فاطمة الشايجي
زاوية الكتابكتب مايو 25, 2013, 12:55 ص 1984 مشاهدات 0
الأنباء
يسألون عن / الحوار الوطني
د. فاطمة الشايجي
كيف يتم الحوار الوطني؟ وما الجهات التي يجب أن تشارك في الحوار؟ وما الغرض من الحوار؟ وكيف يتم استيعابنا للمفاهيم السياسية الأساسية التي تدير الحوار؟ تساؤلات تحتاج إلى جهد في التفكير والتعبير لنعي بعض المفاهيم التي تؤهلنا للعمل السياسي الديموقراطي.
لم تظهر فكرة الحوار الوطني إلا بعد حراك سياسي عنيف لم يكن منظما، ولم تكن أهدافه واضحة مما جعل الأمر أكثر صعوبة حيث النفوس شحنت والعقول وجهت. وقد استوعب أصحاب فكرة الحوار الوطني بعد أن وجدوا أن هناك خللا في التحرك السياسي وتضاربا بين أفراده، وبعد النتائج السلبية التي حصلوا عليها من التحرك العشوائي الذي قاموا به من فقدان بعض رموزها وفقدان التعاطف معهم وثقة المجتمع بهم، أن الاستمرار في الحراك أمر مستحيل وسط مجتمع يرفض شكل الحراك.
ووسط هذا الحراك تم نشر ثقافة بعيدة كل البعد عن ثقافة المجتمع الأصلية، وضاعت مفاهيم كثيرة وأصبح هناك استخدام خاطئ لها لا يزال يتغنى به بعض أطراف لهم شأن مؤثر في الحراك، لذلك فضلت أن أطرح هذه المفاهيم التي يجب أن يتم استيعابها بشكل سليم لنستطيع أن نعرف كيف يتم الحوار الوطني، وما الجهات التي يجب أن تشارك فيه ليتم بعد ذلك تحديد الغرض من الحوار.
ووجدت أن أفضل طريقة لكي نعطي كل مفهوم حقه هو أن اعرض المقالات بشكل تسلسلي، فالفرد العادي غاب عنه الوعي ببعض المفاهيم السياسية، ليس لأنه فرد غير واع، ولكنها مفاهيم سياسية بعيدة عن مجال تخصصه أو التعامل معها بشكل مباشر، ولأن الظروف والحراك السياسي وثورات الربيع العربي التي حدثت وامتدت إلى مجتمعنا وظهرت لنا دون إشعار مسبق جعلت الجميع يشارك سياسيا ويكون رأيا دون أن تتوافر له الحقيقة من وراء هذه الثورات فتاه الفرد بين الفجأة وغياب الحقيقة، مما أدى إلى أنه فقد الوعي بمضمون المفاهيم وكيف يوظفها.
لقد ظهر لنا اعتقاد روجه البعض أن الديموقراطية تعني الرضوخ لرأي الأغلبية. وهو اعتقاد خاطئ لأنه أقرب إلى أن يعود بنا إلى الحكم الديكتاتوري خصوصا إذا لم تكن الأغلبية تعمل من أجل الجميع. وقد تكون النتائج السلبية التي ظهرت بعد الربيع العربي أكبر دليل على ذلك. لقد هتفت الثورات (الشعب يريد إسقاط النظام) لتغييره بنظام ديموقراطي حيث الحرية والمساواة.
لذا لنعتبر هذا المقال هو بداية الطريق لعرض بعض المفاهيم السياسية المهمة التي يجب أن يستوعبها الجميع كي نستطيع تطبيق الديموقراطية. وهي المفهوم الذي سنعرض له في المقال القادم وسيتبعه بعد ذلك عدة مفاهيم مرتبطة ببعضها البعض ليتسنى لنا التعامل ديموقراطيا قبل أن نحكم أنفسنا بديموقراطية.
تعليقات