لو طبق 'من أين لك هذا؟' وقانون التقاعد لأصبحنا مثلا يُحتذى.. برأي الهاجري

زاوية الكتاب

كتب 2419 مشاهدات 0


الراي

أوراق وحروف  /  ...واحدساه!

مبارك محمد الهاجري

 

صدق حدسي من أن القوم سيخسرون عاجلا أم آجلا، وها هم يتحسرون على فقدان صفقاتهم الواحدة تلو الأخرى، وبمعيتها شعبيتهم التي انهارت إلى الحضيض، والتي كانت في يوم ما حديث العالم، شعبية جمعوها بمعسول الكلام والخطب الرنانة، فلديهم يا أخا العرب من فنون المكر والدهاء، ما يجعلك تصاب بالدهشة والذهول، وقد تتساءل بينك وبين نفسك، هل هم طلاب دين أم محترفو سياسة،أم كليهما، أم ماذا فقد حارت العقول في هؤلاء القوم؟!
بعد انبلاج شمس الحقيقة، والصمت دقيقة، والخروج من الصدمة، انبرى كبيرهم، المستشار الوحيد، وصاحب الخط الفريد، مهندس الصفقات، داعيا إلى ترميم الطريق، والمضي قدما، إلى حيث تقبع دكاكين السياسة، ومخازن الثروة، إياكم والاستسلام إنها حملة شرسة نتعرض لها، اشحذوا هممكم، وتصدوا لمن لا يحمل فكركم، ولا يسير على نهجكم، ولو نظرت إلى حالهم يا أخا العرب، لربما ذرفت الدموع على شباب تذهب أيامه حسرات، عقولٌ خاوية، مسيرون لا مخيرون، ينفذون ما يأتيهم من أوامر، كبرائهم من يملك المال والنفوذ، فهل رأيتم أمرا تنكره العقول الراشدة، وتأباه النفوس الحرة الأبية، كيف لإنسان ولدته أمه حرا، يرهن نفسه كليا لهذه الجماعة، من أجل مصلحة دنيوية، مصيرها إلى الزوال؟!
* * *
لو طبق «من أين لك هذا؟» وطبق معه قانون التقاعد بحذافيره، دون مجاملات أو ترضيات،لارتقت الكويت سلم الشفافية ومحاربة الفساد بخطوات كبيرة وواسعة، ولأصبحت مثلا يُحتذى في العالم، ولكن، وما أدراك هذه الكلمة،التي تقف عند صخرتها العنيدة، الكثير من الأمنيات والأحلام، القلة القليلة قد تتجاوزها، وأما الغالبية منها فستظل تراوح مكانها،إلى أجل غير مسمى!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك