تحالف السلطة مع القوى الدينية سبب تخلف الكويت.. هذا ما يراه الصراف

زاوية الكتاب

كتب 699 مشاهدات 0


القبس

كلام الناس  /  هرم الحجرف

أحمد الصراف

 

أؤمن بأنه لا يمكن أن تتقدم أمة بغير التعليم، ولا بتقدم فرد بغير القراءة المكثفة، وفي كل مجال وموضوع! ولو قمنا باستخدام هذا المعيار لقياس تخلف «الأمة الكويتية» أو تقدمها لوجدنا أنفسنا في مستوى متدن جدا نتيجة قرار السلطة في بداية الثمانينات بالتحالف مع القوى الدينية، من إخوان وسلف، خوفا من غيرهم، وتمكينهم أو غض النظر عن سيطرتهم على كل أنشطة التربية والتعليم والثقافة في الكويت ليصل بنا الحال الى هذا المستوى التعليمي والثقافي السيئ في بلد «كان» جميلا ومبدعا وواعدا وسباقا في مجالات عدة! ويروى عن أحد أثرياء الكويت، من باب المبالغة طبعا، أنه تعجب من قرار تعيين أحد ابنائه في منصب مالي كبير، وكيف أنه لم يفعل الشيء ذاته، وهو والده! وهكذا مع السلف والتلف، فمن ولوهم مهمة تعليم شعب الكويت وتثقيفه، طوال العقود القليلة الماضية، أبوا عليهم، وإن بصورة غير مباشرة، تولي هؤلاء مسؤولية تربية ابنائهم وبناتهم وتعليمهم وتثقيفهم! أقول هذا بعد قراءة تصريح أكبر مسؤول عن التربية في الكويت، وربما افضل من تولى الوزارة فيها، من أن مؤشرات واقعنا التعليمي غير مرضية، وهنا يقصد أنها كارثية! وأن النتائج المتدنية التي حققها طلبة الكويت في الاختبارات الدولية كشفت المخفي! وأن ثقة المجتمع ككل بوزارة التربية معدومة (والدليل التكالب المكثف على التعليم الخاص)! وبالرغم من أنه نوه بدور المجلس الأعلى للتعليم، فإنه يعلم أن المجلس وعدمه واحد تقريبا، مع الاحترام لأعضائه، الذين لم يبد أي منهم اعتراضه الصريح، حتى الآن، على الضعف الشديد لمخرجات التعليم بالرغم من صرف المليارات! كما أبدى الوزير في تصريح آخر «استغرابه» واستياءه من عدم قدرة طلبة الكويت حتى على «القراءة والكتابة» بشكل صحيح، بعد «تخرجهم»! وفي جلسة حوارية عقدت في «ديوان معرفي» تطرق المشاركون للكثير من المشاكل التي يواجهها التعليم في الكويت سواء ما تعلق منها بعدم التزام المعلمين بالمناهج، أو ضعفهم وضعفها، وغير ذلك. ولا شك أن العلة الكبرى تكمن في المعلم والمناهج، وبغير تطوير هذين العاملين الأساسيين، فلا أمل في أي تقدم، ونظرة على «جمعية الإخوان المعلمين» تكفي لمعرفة الكثير عما جرى ويجري في هذا المرفق المهم! ولو كنت مكان وزير التربية لما ترددت في القضاء على مافيا المناهج وإبعاد كل من له ميول «دينية حزبية» من مهمة التعليم والتأثير في المناهج، حيث يصعب احراز اي تقدم او تطوير بوجود هؤلاء.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك