الهندال يتأسى على ادوارد سعيد
زاوية الكتابكتب يونيو 29, 2007, 6:08 ص 552 مشاهدات 0
عندما تتابع قناتي فلسطين والأقصى
وحالة الاحتشاد والتقاذف بينهما، سيشعرك ذلك بفداحة المشهد العربي في حالة خصومة
الأخوة وتحولهم إلى أعداء أشداء على بعضهم البعض، يكيل كل منهما للآخر كل عبارات
التخوين والعمالة والنذالة، فقط عندما تختلف المصالح وتفضح النوايا بعدم الوئام
والاتفاق! إن ما يحدث في الأراضي العربية المحتلة من انشقاق وتراشق بين «فتح»
و«حماس»، ليجعلنا نعيد التفكير ملياً في جدية النضال في سبيل قضية العرب المركزية،
مادام أن من يفترض أنهم أبناء القضية وأهل النكبة يعيشون صراعاً دموياً على حكم
وأموال الشعب الفلسطيني الذي يعيش الحرمان والموت يومياً بسبب الحصار الخارجي
والاقتتال الداخلي، فتصبح الساحة متاحة لتسابق الفرقاء على غنائم الدعم المالي
والتبرعات العينية من دون التفكير في كيفية الخروج من المأزق وإعادة الأمل في إعلان
دولة فلسطينية واحدة على ترابها الوطني تجمع الشتات الفلسطيني من جميع الأهواء
والتيارات والأيديولوجيات. إن الصراع المحتدم بين «فتح» و«حماس» أيقظ الجميع من
أحلام يقظة أكدت بموجبها استحالة تحقيق ذلك، مادامت المصالح الحزبية هي المتكأ
الوحيد لأي اتفاق أو وفاق وطني ما لم يحدد أصلاً بميثاق فكري يكون مظلة للجميع من
دون استثناء أحد، لكون فلسطين وطن كل الفلسطينيين. في أحد اللقاءات الخاصة بالكتاب
العرب طرح مرة إعادة تفعيل عضوية العراق في اتحاد الكتاب العرب، والتي تم تعليقها
بعد سقوط النظام العراقي السابق، فما كان من بعض الكتاب العرب المطالبين بإعادة
عضوية العراق كاملة أن شبهوا الوضع هناك بالوضع الفلسطيني القائم تحت الاحتلال
الإسرائيلي، الأمر الذي أثار غضب أعضاء الوفد الفلسطيني المشارك، مبررين أن حالتهم
أفضل بكثير ومختلفة جداً عن الوضع الدموي والطائفي الممزق والمحتل في العراق، وأن
الفصائل الفلسطينية لا يمكن أن تقيم ولاء للمحتل ولكل صور الاحتلال والإمبريالية،
لأتساءل اليوم: كيف ستكون ردة فعلهم اليوم؟ وهل لا يزال لغضبتهم مبرر فعلاً بعد هذه
الأحداث الدموية كلها بين الأشقاء، ونحن نتابع قناتي فلسطين الفتحاوية والأقصى
الحمساوية الفلسطينيتين وتراشقهم عبر الفضائيات العربية والأجنبية؟ أخيراً لا علاقة
لما حدث في الأراضي العربية المحتلة بالديموقراطية من قريب ولا بعيد، فالصراع أعمق
بكثير من خلاف على العملية الديموقراطية، فكما قال الراحل إدوارد سعيد: «ليس
للدستور أو الانتخابات أي معنى حقيقي في حال استمرار تجميد حكم القانون والعدالة،
والخضوع النسبي من شعب بكامله، خصوصاً المثقفين، لهذه الحال، وما أقوله، لا يعني
أننا نفتقر إلى الديموقراطية فحسب، بل يظهر أننا نرفض هذه الفكرة في العمق». من
هنا، كان إدوارد سعيد ومن كان بمثل فكره ووعيه محارباً من قبل من يرون في
الديموقراطية عروشاً من التبرعات ومزيداً من الصكوك المفتوحة لحكم فردي مطلق،
بعيداً عن نضال الفكر نحو العدالة والمساواة والحق بالعيش الكريم! والعاقبة لمن
يعقل ويتدبر. * فهد توفيق
الهندال
الرأي
تعليقات