خلاف التصنيفات التي اطلقها البعض لشكل الحكومة الجديدة ..عبداللطيف الدعيج يفضلها قوية متوقعا مواجهة محتومة مع البرلمان
زاوية الكتابكتب مايو 27, 2008, منتصف الليل 578 مشاهدات 0
البعض يفضلها.. قوية!
عبداللطيف الدعيج -القبس
طبعا، حط الكل مواصفاته للحكومة الجديدة. ومع الاختلاف في بعض التفاصيل فان الكل يريدها قوية، حكومة قوية ووزراء اقوياء، او حسب التعبير الذي كثر استخدامه وزراء دولة.
حكومة قوية وكأنها ستدخل حلبة مصارعة، وكأن العضلات والصرامة والقسوة هي ما يجب ان يحكم علاقتها بنواب مجلس الامة. ووزراء دولة، طبعا القصد الا يكونوا وزراء حكومة، فهذه صغيرة شوي، لا وزراء دولة، او ربما امبراطورية، مع انني لا افهم الفرق هنا، فالوزير سيبقى وزيرا مثل الدولة ام الحكومة.
انا افضلها كويتية، وزراؤها كويتيون، همهم تحديد المصلحة العامة وتفضيل ما يمكن تحقيقه من مكاسب للشعب الذي اؤتمنوا على مصلحته، لا قبليون ولا طائفيون جاؤوا لنصرة القبيلة او الطائفة، او تبرير اسباب نجاحهم في الفرعيات، لا اريد وزراء اقوياء على بعض كالعادة، يحفرون لبعض ويعرقلون قرارات وخطى بعض.
ولا وزراء دولة معني كل منهم باستعراض اسباب توزيرهم وتفضيلهم على بقية خلق الله، اريدها وزارة او حكومة متجانسة، تسعى لتحقيق برنامج واحد وتأتمر بإمرة رجل واحد. حكوماتنا السابقة، حسب ما يشاع، شكل بعضها اكثر من شخص ويأتمر بعض وزرائها بأمر اكثر من شخص. اما متنفذ في السلطة او متنفذ في المجلس، او يقعون تحت ضغوط اهواء ومطالب القبيلة والطائفة. حتى الملتزمون منهم جاؤوا لتنفيع الحزب او الجماعة ولمكافأة الانصار والمقربين.
نريدها حكومة كويتية تستمد قوتها من برنامج واحد وهدف واضح يعمل كل وزرائها على تحقيقه، ان عضلات الحكومة هي خططها واهدافها، واسلحتها هي البرامج والمشاريع الفعلية التي تسعى لحشد المؤيدين من النواب لها، اعتقد ان هذا ما يحدد علاقة الحكومة بالمجلس، ويكشف مبكرا امكان تعاون هذا المجلس مع الحكومة.
من الصعب معرفة توجه كل نائب على حدة، لكن من السهل معرفة رأيه بمشروع او خطة تنموية واضحة المعالم، لنختصرها وهي قصيرة ولنضع برنامجا واهدافا واضحة تطلب من النواب تبنيها، فهذا افضل من الدخول في صراعات ومناكفات متواصلة نكتشف بعد ضياع الجهد والوقت ان المجلس ليس في امكانه التعاون والحكومة.
تعليقات