عندما تتعطّل آليات السوق يتدخّل الملك بقلم أ.د. محمد إبراهيم السقا

نشرت 'الاقتصادية' خبراً عن قيام خادم الحرمين الشريفين، بإعطاء توجيهاته بتوفير السكن المناسب للمواطنين بما يكفل لهم حياة كريمة، وذلك ببناء نصف مليون وحدة سكنية في مختلف أنحاء المملكة، عن طريق إيقاف توزيع منح الأراضي وتسليمها بدلاً من ذلك إلى وزارة الإسكان، وتتولى وزارة المالية اعتماد المبالغ اللازمة لتنفيذ مشاريع البنية التحتية لهذه الأراضي تمهيداً لتسليم المواطنين أراضي سكنية مطوّرة وقروضاً للبناء عليها وفقاً لأولوية الاستحقاق.

قبل هذا التدخُّل السامي كثر الحديث عن معضلة الإسكان في المملكة وميل أوضاع سوق السكن إلى التعقد الشديد، بعد أن فشلت قوى السوق في إحداث التوازن المُفترض للسوق وتحقيق الهدف الأساسي منه، وذلك نظراً لتحول سوق الأراضي إلى ساحة للمضاربة ترتب عليها ارتفاع أسعار الأراضي إلى مستويات فلكية، تجهض أي حلم للمواطن العادي في إمكانية حصوله على السكن المناسب، في التوقيت المناسب، وبالخصائص التي تتماشى مع توقعاته.

لا شك في أن تدخُّل خادم الحرمين الشريفين بهذه الخطوة الفارقة في معالجة مشكلة الإسكان يعكس لمسه هموم المواطنين اليومية، التي أصبح على رأسها السكن بطبيعة الحال. بهذه الصدمة الإيجابية لسوق الأراضي يتوقع أن تميل أسعارها نحو التراجع، ولكن السوق في حاجة إلى المزيد من هذه الخطوات الإيجابية، فمن المؤكد أنه مع استمرار هذا النهج في عرض الأراضي سيستقر السوق بعد أن فشلت جميع المحاولات السابقة في الوصول إلى هذا الهدف.