ظاري الشمالي يكتب عن مشروع وثيقة المعارضة
زاوية الكتابكتب إبريل 18, 2013, 1:15 ص 780 مشاهدات 0
النهار
الدروازة / مشروع وثيقة المعارضة
ظاري جاسم الشمالي
أمام التحديات التي تواجه الوطن، والتجارب التي دلت على أن نتائج أي حراك قد لا تكون موافقة للشعارات التي أطلقها في نهاية المطاف، كما حدث في مصر الشقيقة التي انطلقت ثورتها بالدعوة الى العيش والحرية والكرامة الإنسانية ثم وجدت نفسها أمام محاولات حثيثة لاستغلال الثورة لانشاء دولة دينية تقيد المزيد من الحريات وتحكم على المعارض بالموت....
المهم أن هذه التجارب تدفعنا الى رسم خطوط عريضة نلتزمها اليوم وغدا سواء كنا في صفوف المعارضة أو في سدة الحكم في المجلس والحكومة. على أن يكون التزامنا صادقا نابعا عن ايمان عميق وليس مجرد تكتيك سياسي ووسيلة استقطاب للأصوات والجماهير اليوم لننقلب غدا عليها بقدر ما نشعر بغرور السلطة.
في هذا الإطار أجدني مدفوعا بحكم الحرص والمحبة للكويت وأهلها الى التذكير بما نعارض من أجله ويستحق منا الاخلاص والوفاء.
أولا: وحدة الوطن وحمايته من الفتن التي تعصف بالمنطقة من أي جهة اتت، فالكويت ليست ممرا ولامقرا للأجندات الخارجية، بل هي المنطلق لمقاربة ابداعية للاحداث تبرز دور الكويت التاريخي في المنطقة والعالم.
ثانيا: الوحدة لا تعني تذويب الناس في وجهة نظر واحدة بل تعني عدم السماح للاختلاف الطبيعي أن يتجاوز الحدود الى نزاع وخلاف يهدم كل ما بنيناه معا على مدى عقود، فالايمان بكرامة الإنسان كل انسان، واحترام الراي الآخر، وحصر الصراع السياسي بالأطر الديمقراطية السلمية، من أهم وسائل الاصلاح بدون تخريب للامن الوطني والسلم الأهلي.
ثالثا: الحفاظ على ما نص عليه الدستور من حريات وممارستها بمسؤولية وطنية، بل والمطالبة بالمزيد منها، لمنع الحكومة من استخدام الأدوات الأمنية لقمع الرأي الآخر، والمدافعة عن سجناء الرأي بتطوير القانون وليس بالطعن في شرعية الحاكم الذي لا يزال رمز وحدة الكويت والكويتيين.
رابعا: الحكم مجرد وسيلة لخدمة المواطن في عيشه وأمنه وتعليمه وصحته وحصته من الثروة الوطنية، وليس المواطن وسيلة للوصول الى الحكم، فالحراك الذي ينسى المواطن عندما يصل الى أهدافه يحضر لثورة مضادة عليه ولو بعد حين.
خامسا: الدين نبع فياض لروحنة السياسة وارتقائها وليس وسيلة لإثارة الغرائز والعصبيات، فالحاجات واحدة لكل مواطن مهما كان دينه ومذهبه.
سادسا: ومن منطلق اسلامي ووطني نكافح كل مظاهر الفساد، وننهض بالإدارة والسياسة والاقتصاد بحزم وعدل، وبوسائل علمية ترتقي بالإعلام الى مستوى المسؤولية عن الوعي العام والرأي العام.
سابعا: أفق الإصلاح هو التغيير من داخل الصيغة القائمة وليس من خارجها، والانقسام في البلد يبقى سياسيا وليس انقساما مذهبيا فهناك من يريد الإصلاح وهناك من لا يريده من الجميع، ومن يستخدم لغة طائفية في معركة الاصلاح الصعبة هو ضد الحراك وإن كان يتكلم من داخله.
تعليقات