سجن البراك بداية فصل جديد لا نعلم حيثياته.. هكذا يعتقد تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 798 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  و... السجن لمسلم البراك!

د. تركي العازمي

 

الحكم بسجن النائب السابق مسلم البراك الذي صدر يوم الاثنين الموافق 15 أبريل 2013 كان متوقعا من قبل الكثير والرسالة كانت واضحة في المسيرة التي انطلقت من ديوان البراك إلى السجن المركزي!
وتنفيذ حكم السجن أمر متوقع لكن وفق الإجراءات المتبعة، ولكن يبقى السؤال ماذا نتوقع بعد هذا الحكم؟
المتوقع كان حاضرا في مسيرة مساء يوم الحكم حين ردد الجموع ما قيل من قبل النائب السابق مسلم البراك، وفي الجانب الآخر هبّ البعض عبر «تويتر» في الهجوم على مسلم البراك وواجهنا فريقين... فريق مع وفريق ضد أسلوب البراك!
ونحن هنا لا نتحدث عن البراك، فهو رغم أن البعض احترافيا يختلف مع البراك إلا أنهم أكدوا على «الكاريزما» الخاصة به، وهي من طراز خاص ومع تطبيق القانون على الجميع من دون انتقائية... والجموع التي شكلت بمضمونها دعما لمسلم البراك المتوكل على الله حسب تصريحه قد وضعت صورة محددة حول ثقل البراك اجتماعيا!
بالنسبة لي... السيناريو حُبِكَ بطريقة احترافية فيها من الانتقائية وفيها من «الاستعباط» الكثير، وكمتابع أظن الدرس المنتهي لم تستفد منه الحكومة حيث الإخفاقات في إدارة شؤون البلد ما زالت قائمة بل وزادت «الخربطة» الإدارية فيها!
لو أن الحكومة متمثلة في وزارة الداخلية قد طبقت القانون على الجميع وكان الحكم على مجريات الأمور قد تم في عقلانية متسمة بالعدالة والمساواة لكانت الحصيلة أقل حدة! 
قد يرى البعض أن سياسة «الكرم الحاتمي» قد تخفف من حدة الاحتقان و«التحلطم الاجتماعي»، وقد يرى البعض أن الجموع المعارضة ستخفض سقف مطالباتها بعد إعلانات الحكومة حول راتب المرأة غير العاملة و «تسفير» 100 ألف عامل وافد سنويا وزيادة المزايا للعاملين في القطاع الخاص وغيره من مشاريع المجلس الحالي... لكن تجاهل وجوب العمل بمبدأ العدالة والمساواة في التعامل مع القضايا المثارة في الحراك السياسي أثار حفيظة الجموع المعارضة!
والملاحقات السياسية ما كان لها أن تحصل لو أن الحكومة تعاملت مع مجريات الساحة من خلال ثقافة جديدة تفهم المراد من قبل المعارضة وحاولت أن تحتويه من قبل الحكماء عبر الحلول الوقائية!
المهم أنه حصل ما حصل... والآن الكرة في ملعب الحكماء؟
لذلك، تستدعي الضرورة إنشاء مجاميع «سدد وقارب» من الحكماء ليضعوا مبدأ واضحا وثابتا يبعد الخصومة عن طريقها وهي تبحث في معالجة الوضع المتراكمة تداعياته!
إننا نبحث عن مجاميع «حضر، بدو، سنة، شيعة»، أعضاؤها من مختلف الأطياف ويتم وضع خطط المعالجة من قبل مجموعة مخضرمة تفهم ما يحاك في الخفاء لتكون المكاشفة منهجا لها!
و... السجن لمسلم البراك هو بداية الفصل الجديد الذي لا نعلم حيثياته، ونتمنى من المولى عز شأنه أن يحفظ الجميع من كل مكروه وأن يسدد خطى القائمين على معالجة فصول الحراك السياسي الذي انتهى مع بداية فصل جديد بعد سجن البراك... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك