منافسو «جوجل» يتعهدون بمواصلة الحرب لتغيير نتائج البحث بقلم رتشارد ووترز

الاقتصاد الآن

786 مشاهدات 0


 

ربما نجت 'جوجل' بجلدها من العقوبات الشديدة التي يمكن أن تفرضها أجهزة مكافحة الاحتكار، التي طالبت بها الشركات المنافسة، لكنها لا تزال تواجه قتالاً مريرا قبل أن تتمكن من وضع معاركها التنظيمية خلف ظهرها.

فقد أعربت الشركات المنافسة التي تقدمت في نهاية الأسبوع بنحو 24 شكوى ضد مجموعة البحث الأمريكية في أوروبا فقط، عن استيائها الشديد بخصوص التسوية المقترحة التي عقدتها مع المفوضية الأوروبية. ووعدت هذه الشركات بأن تضغط في سبيل الحصول على تغيرات كاسحة في محرك 'جوجل'.

وتنص مسودة الاتفاق مع بروكسل، التي أوردت نبأها 'فاينانشيال تايمز' للمرة الأولى يوم الأحد، على السماح لـ 'جوجل' بالاستمرار في إعطاء مواقع تفضيلية للنتائج الآتية من خدماتها الداخلية، مثل توقعات الطقس والخرائط وأسعار الأسهم. لكنها وافقت على وضع علامات على هذه النتائج بشكل أكثر وضوحاً لتبين الجهة التي أتت منها، وفي الوقت نفسه ستعطي بروزاً أكبر للروابط مع شركات الإنترنت المنافسة التي تقدم نتائج مماثلة.

ووفقاً للشركات المنافسة التي أدت شكواها إلى تحقيقات استمرت ثلاثة أعوام، فإن التعديلات على صفحات نتائج بحث 'جوجل' بالنسبة للمستخدمين في أوروبا لن تفعل شيئاً يُذكَر لمساعدة الشركات الأخرى التي شحت فيها حركة التصفح الموجهة من محرك جوجل.

وقال ديفيد وود، المستشار القانوني لمبادرة تنافسية الأسواق على الإنترنت، التي تدعمها 'مايكروسوفت': 'يعتبر الشكل المعدل في وضع العلامات أمراً غير مفيد ولن يحدث، وأسوأ من ذلك، سيتبين أنه فشل ذريع بالنسبة للمفوضية بعد قيامها بتحريات مطولة للغاية'.

وقال بين إديلمان، الأستاذ المشارك في جامعة هارفارد، الذي ظل ينتقد ممارسات 'جوجل' منذ فترة طويلة: 'من المحتمل أن تكون بعض العلامات غير فعالة، أو حتى بالتأكيد مؤذية'. ووضع علامة على أنها 'نتيجة جوجل' من شأنه أن يوحي بأن 'رابطاً معيناً هو أفضل، أو أكثر رسمية من الروابط الآخرى'.

وقال خصم آخر لـ 'جوجل' امتنع عن ذكر اسمه: هذا يصب مباشرة في مصلحة 'جوجل'، وهذه هي بالضبط الوجهة التي كانوا متجهين إليها، وهي تقليل عدد نتائج البحث الطبيعية ثم إنعاش نتائج البحث الخاصة بهم، وهو ما يعني من الناحية العملية الإعلان لمصلحة 'جوجل'.

وقالت مجموعة فير سيرش، وهي تحالف يضم شركات المنافسة لـ 'جوجل'، مثل 'مايكروسوفت' و'إكسبيديا' و'نوكيا': إنها ستستمر في الضغط للحصول على متطلبات أقوى تُلزِم 'جوجل' بمعاملة خدماتها الداخلية بالطريقة نفسها التي تعالج بها كل المحتويات الأخرى على الشبكة. وقال المستشار القانوني للمجموعة، توماس فيني: 'لماذا لا تخضع مواد الجميع للسياسات نفسها'؟ ومن المتوقع أن تشتد المعارضة ضد التسوية المقترحة في الأسابيع المقبلة، حين تقوم المفوضية بإخضاع التسوية إلى 'اختبار السوق' الذي من شأنه أن يسمح للشركات المنافسة بتقديم وجهات نظرها. وقال وود: إن العملية تقترب من المرحلة التي 'تتبلور فيها الحقوق القانونية للغير'.

وفي المرحلة المقبلة سيتمكن خصوم 'جوجل' كذلك من الاطلاع على نسخة من النتائج الأولية التي توصلت إليها المفوضية نتيجة لتحقيقها في الموضوع. وهو ما يزود الشركات المنافسة بذخيرة أكبر وهي تضغط على الأجهزة التنظيمية لبيان الأسباب التي تم بموجبها رفض القضايا المرفوعة في شكاواهم الرسمية. وقال وود: 'لا نزال أبعد ما نكون عن معرفة ما ستنتهي إليه الأمور'.

كذلك حذرت بعض الشركات المنافسة من أن 'جوجل' تبدو مستعدة الآن لمعركة طويلة في قضية مكافحة الاحتكار، بصرف النظر عن نتيجة المعركة الحالية.

وقال فينجي: إنه من دون وجود قيود فعالة على هيمنة 'جوجل' على البحث، فإن هناك خطراً في أن القرار الخاص بالتحقيقات حول مكافحة الاحتكار على جانبي الأطلسي يمكن أن يتبين أنه يشبه كثيراً الاتفاقيات التي عقدتها 'مايكروسوفت' مع الأجهزة التنظيمية في 1994.

ووُصفت تلك الاتفاقيات بأنها استجابة لشركة مهيمنة في مجال التكنولوجيا، لكن انتهى المطاف بها إلى سنوات من التحقيق الأعمق والعقوبات الأوسع.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك