مثالب في أولويات الحراك - يكشفها سمران المطيري

زاوية الكتاب

كتب 2791 مشاهدات 0

سمران المطيري

ربما سأطرح في هذا المقال قضية هي ليست أولوية لكثير من أرباب الحراك السياسي ، ولكل وجهة هو موليها ، فمادر بن هلال بن عامر بن صعصعة أبخل العرب ليس لديه ما يقدمه على جمع المال وكنزه ، بل كانوا يقولون أنه يمص الشاة من ثديها كي لايسمع أحد صوت الحليب في الإناء فيأتيه ، والطفيل - وإليه يُنسب التطفل - لا يُقدم على حضور الولائم والأعراس والموائد شيئا ، وقيل أنه من بني عبدالله بن غطفان وقيل غير ذلك ، فلكل امرئ ما يشغله وهو عنده أولوية ولا يقدم على ذلك الشغل شغلا ، ولكن لإننا من المسلمين لا ينبغي أن نقدم على أمر الله أحدا ونتبرأ ممن يحارب الله و يتعد حدوده وهذا واجب على كل مسلم رغم أنفه .

والحاصل في الحراك السياسي خلاف ذلك تماما ، فيقدمون من الناس والمبادئ ما حقه التأخير ويؤخرون ما حقه التقديم ، فتنظر لمغردة لقبت نفسها بولادة - لا أملك 5001 - قالت ما يهاب لسان المسلم عن ذكره من كوارث عقدية في مدونتها ومنها -الملائكة تستقبل مايكل جاكسون بعد موته بأغانيه وتزفه للجنة- وهذه نتفة من كوارثها التي نقلتها في تويتر بالرابط ومصورة ، ومع ذلك لا يُنكر عليها أحد من قبل ومن بعد في مثل هذا التخريف ، وتُقدَّم وتُحشَّم لمواقفها السياسية حتى من أهل اللحى في الحراك السياسي رغم ما تخطه من فساد فكري ! ولما انتقصت هذه المغردة وازدرت نائبا لمجلس مبطل رأيت انتفاضةً شبابية عجيبة وكأنها أتت حدا عظيما من حدود الله وليس نقدا لرجل ! أهذه أولوياتكم ؟ وهل حُرمة الأشخاص والمصالح الآنية السياسية أعظم من حُرمة دين الله وشعائره عندكم !؟

بل إن الكاتبجي الملبرل قد أفرد في إحدى مقالاته مدحا لمدونة المغردة ولادة بما فيها من فساد فكري وطوام تمس العقيدة ، ولا غرابة إن وافق شن طبقه في السياسة والفكر والطول

وغير تلك المغردة كثير ممن يسمون أنفسهم بشباب الحراك السياسي يتلاعبون بالقرآن وينتقصون الشعائر باسم الحداثة والتنوير والتحرر ويهاجمون المشايخ والفتاوى وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصريحة في السمع والطاعة ولا تجد من ينطق منكرا هذا التطاول الفج ! في حين تُبذل الأوقات والكلمات - ولا أبالغ لو قلت المهج لسجنها - في سبيل الرأي والجماعة والمطالب السياسية ، ويتم غض الطرف عن الطعن بالشعائر لأجل التوافق السياسي فقط

بل إن من العجيب أن يقول نائب سابق محترم لمحمد هايف بعد مطالبة الأخير بتقديم أولوية تعديل المادة الثانية ( إذا أردت يا محمد تطبيق الشريعة عليك بالحكومة المنتخبة أولا ) ! فكانت خارطته سياسية بامتياز والحكومة المنتخبة أولا قبل الشريعة رغم تدين ذلك النائب وكونه إمام سابق ! فإذا كانت هذه أولويات المتدين والإمام في الحراك السياسي ! فماذا ترك لأمثالي وللعامة وأصحاب موضة التنوير ؟!


إنه حراك يمتلئ بمستوردي الفكر ومقدسي الرموز السياسية ممن يُنكر دفاع الناس عن العلماء والمشايخ ويهاجمونهم بقولهم علماء بلاط وجامية ! وهم بذات اللحظة ينادون ببناء تماثيلا لرموزهم السياسية ويدافعون عنهم أكثر من أمهم وأبيهم وبعضهم ينام تحت جدار بيوتهم !

إنه حراك كثر فيه الطز ! وللأسف كله لأجل الشخوص وليس لنصرة دين أو حتى مبادئ راسخة وواضحة لا تتبدل مع تبدل الشخوص .

يا أكارم نصيحتي الخالصة والخاتمة في مقامي هذا أنِ اجعلوا مكانة الدين في قلوبكم أعظم من أي شيء مهما علا أو سفل ، وتبرؤوا من كل أحد جعل الدين محل سخرية وتفكه ، واقرؤوا إن شئتم ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) فلتكن هذه الحدة في الخلاف السياسي بين الفرقاء لأجل الغيرة على دين الله وتعظيما لحرماته وشعائره ، وإن هذه هي اهتماماتنا وأولوياتنا أنا ومن كان مثلي وإن قلّ عددهم أو قيل عنهم ( هذا وين رايح ؟!) وسمران يحييكم

عبدالله المطيري 'سمران'

الآن - رأي: سمران المطيري

تعليقات

اكتب تعليقك