'غير مدروسة'.. شملان العيسى منتقداً خطة ترحيل 100 ألف وافد سنوياً

زاوية الكتاب

كتب 1517 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  أين الرؤية المشتركة؟

د. شملان يوسف العيسى

 

من الاخطاء الشائعة في دول العالم الثالث هو عدم وجود رؤية مشتركة تلتزم بها السلطتان التنفيذية والتشريعية للقضايا الجوهرية التي تخص مستقبل الدولة والمجتمع.. ومن يتابع التصريحات والقرارات الحكومية من جهة والمقترحات بقوانين من قبل النواب يخرج بانطباع بان البلد حتما منزلق الى الهاوية لان الطرفين يتخذان سياسات مختلفة عن بعضهم البعض ومن الافكار الغريبة وغير المدروسة جيدا هو ما طرحته وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ذكرى الرشيدي فهي تخطط لترحيل 100 الف وافد سنويا بدون ان تحدد من هم هؤلاء الوافدون وما هي طبيعة عملهم؟ وهل يمكن الاستغناء عنهم فعلا؟ ومن الذي سيحل محلهم؟ وهدف الوزيرة من هذا القرار هو اعادة التوازن لتعداد السكان في البلد فالمواطنون حسب احصاء 2012 يشكلون ما مجموعه 1.195 مليون ومئة وخمسة وتسعون ألف نسمة بنسبة %31 من السكان وغير الكويتيين وصل عددهم الى 2.160 مليونين ومئة وستون ألف وافد بنسبة %69 من مجموع السكان الرقم المهم الذي يهمنا هو ان نسبة المواطنين في سوق العمل لا تتعدى %15 من مجموع العمالة وتصل نسبة غير المواطنين الى %85 من العمالة. المصيبة الاكبر هي ان معظم المواطنين يعملون في القطاع الحكومي غير المنتج، هل توجد دولة في العالم معظم مواطنيها يعملون في القطاع العام.. هذا الوضع موجود فقط في الدول الاشتراكية والشيوعية التي انهارت.. حتى الصين غيرت سياستها الاشتراكية.
نواب مجلس الامة اسوأ حالا من زملائهم الوزراء فكل هم النواب هو كسب رضا الناخبين وهم في هذه الحالة موظفو الدولة فنواب مجلس الامة ما شاء الله عليهم يريدون انشاء صندوق للتقاعد المبكر حيث صرح النائب احمد لاري ان التقاعد المبكر للرجل والمرأة سيكون حاضرا على جدول اجتماع اللجنة المالية الاثنين المقبل ويدعو اقتراح لاري الى الغاء شروط السن والاكتفاء بالخدمة اذ يجوز للمرأة التقاعد بعد مضي 15 سنة في الخدمة و20 سنة للرجل هل يعقل ان تتقاعد المرأة العاملة وهي في سن الـ37 عاما فقط لان سن تخرج الطلبة 22 عاما اما الرجل فيحق له التقاعد في سن 42 عاما وهذا سن العطاء والعمل والانتاج.. يمكن قبول فكرة التقاعد المبكر لمواطنين من الشباب اذا كان من سيتولى المسؤولية من بعدهم شباب كويتي جامعي مؤهل علميا وفنيا يستطيع التعامل مع عصر المعلوماتية والكمبيوتر والمكننة بشكل عام.. واقع الحال يخبرنا بان مخرجات التعليم الجامعي والتطبيقي سيئة جدا بسبب عدم توافق الدراسة مع سوق العمل، دول العالم اجمع تتجه بسرعة الى عصر المعلوماتية والكمبيوتر ونحن لانزال نركز على الاعمال المكتبية والورقية التي يتعامل من خلالها جيوش الموظفين غير العاملين.
الصراحة ابتلشنا بالسياسيين في هذا البلد وزراء يريدون طرد العمالة المنتجة العاملة والفاعلة ونواب ينشئون صندوقا للتقاعد المبكر للموظفين الذين لا يعملون اصلا ويشكلون عالة على المجتمع بالدولة.. وتقولون لماذا بقيت الدول المتخلفة على تخلفها.. ولماذا يتقدم الاخرون وتتخلف الكويت؟!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك