تحسين وتطوير كفاءة الطاقة بقلم د. صالح السلطان

الاقتصاد الآن

1550 مشاهدات 0


تأسس هذا المركز بقرار من مجلس الوزراء في 1431هـ (2010). ويقع على رأس مسؤولياته وضع برنامج وطني لترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة. هذا الوضع له جوانب وأجزاء كثيرة كوضع الخطط وتطوير السياسات واللوائح والأنظمة المنظمة لاستهلاك الطاقة ودعم تطبيقها. ونشر الوعي في مجال ترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة لدى جميع فئات المجتمع.

وتظهر أهمية إنشاء المركز والبرنامج من الوضع الصعب لاستهلاك الطاقة في بلادنا. فقد ذكر المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية، ضمن كلمته خلال افتتاح أعمال المنتدى والمعرض السعودي لكفاءة الكهرباء المنعقد في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أن السعودية تستخدم قرابة برميلين ونصف من النفط المكافئ، لإنتاج ما يعادل ألف دولار من الدخل الوطني، على الرغم من أن المعدل العالمي يقارب 1.3 برميل لإنتاج ذات معدل الدخل. وهناك من يرى أن الوضع لدينا أسوأ. استمرار هذا المعدل مع انخفاض كفاءة استخدام الطاقة سيؤدي إلى تضاعف الطلب المحلي في عام 2030.

لماذا هي كذلك؟ رداءة في أوعية كثيرة لاستهلاك الطاقة. خذ مثلا رداءة عزل المباني، التي تقتطع معظم استهلاك الكهرباء. وأكثر استهلاك الكهرباء يذهب إلى تكييف المباني. وأجهزة التكييف المستعملة في بلادنا بحد ذاتها رديئة الكفاءة في استهلاك الطاقة.

هناك سوء وتبذير في استهلاك الطاقة. كثير من المساجد ودور الحكومة والبيوت ينطبق عليها هذا القول. كثيرون ممن أنعم الله عليهم بالمال مبذرون. والناس يتخذونهم قدوة. كثرة التنقل بالسيارات الخاصة مصدر تبذير لأسباب على رأسها افتقار مدننا للنقل العام الكفء الذي يمكن أن يعتمد عليه. والأمثلة عن مصادر التبذير وتدني الكفاءة كثيرة.

أقرت اللجنة الإدارية للمركز (ما يشبه مجلس الإدارة) تشكيل لجنة فرعية لإعداد البرنامج الوطني حسب قرار مجلس الوزراء الآنف الذكر. ويرأس البرنامج عضو اللجنة الإدارية للمركز الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول. ويعمل في هذا البرنامج الوطني نخبة من الاقتصاديين وغيرهم من المتخصصين.

يعمل البرنامج على إصدار نظام لكفاءة الطاقة. ويرجى أن يصدر هذا النظام بصورة متميزة تجعله شبيها بما هو موجود في الدول الأكثر تقدما في التقنية والاقتصاد.

يرى بعضهم أن الترشيد عبر التوعية والوعظ والإعلام كاف أو سيعطي نتائج يرونها قوية. ولا أوافق على ذلك ألبتة. فإن الله يزع بالسلطان أي القوة ما لا يزع بالقرآن.

ماذا عن بعض جهود الغرب في تحسين كفاءة الطاقة؟

قدمت وما زالت تقدم وكالة الطاقة الدولية توصيات هادفة إلى رفع كفاءة الطاقة في الدول الصناعية. وترى الوكالة أن تطبيق هذه التوصيات سيوفر على هذه الدول مئات المليارات من الدولارات سنويا.

علام تركز التوصيات؟

تطوير وتحسين سياسات كفاءة الطاقة والتقنية في مجالات وقطاعات كثيرة. منها المباني، والأجهزة المنزلية، والنقل والصناعة، والمرافق العامة كإضاءة الشوارع.

تحسين كفاءة الطاقة لا يتطلب تكاليف كبيرة، ولا يتطلب تقنيات صعبة.

تعهدت دول الوكالة بخفض طلبها على الطاقة خلال هذا العقد بنسب تتفاوت حسب ظروف تلك الدول. وتتراوح بين 10 و20 في المائة. وهذا يفسر جانبا من ركود الطلب على النفط من قبل في الدول الصناعية الكبرى.

الإسراع في ترشيد استهلاكنا للطاقة مطلب، ونجاحنا في تحقيق هذا المطلب يعتمد على فرض القانون وترشيد تسعير منتجات الطاقة. ونجاحنا في فرض القانون وترشيد التسعير يعتمد ضمن ما يعتمد على توفير بيئة مساعدة، مثل توافر النقل العام والقدوة الحسنة، وبالله التوفيق.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك