الشيعة والمسيحيون مبتلون في العراق وسوريا.. بنظر خليل حيدر
زاوية الكتابكتب إبريل 15, 2013, 12:50 ص 1540 مشاهدات 0
الوطن
طرف الخيط / الشيعة والمسيحيون.. في مرمى النار
خليل علي حيدر
اذا انتصر النظام السوري بعد كل هذا الدم والدمار على الثوار، فتلك مصيبة سياسية وكارثة إنسانية، واذا هيمن التيار الديني «القاعدي» على الثورة، وقادها حتى النصر وسقوط النظام.. فالمصيبة الطائفية اعظم. واذا استمر القتال والقصف والتهجير لعام او اعوام، فلا يعلم احد ما حجم الخراب الذي سينزل بالتنوع الديني والطائفي في بلاد الشام والعراق ودول الخليج العربية، وما الذي سيحدث للمسيحيين والشيعة والعلويين وغيرهم.. ان عمت المنطقة ثقافة التكفير والالغاء!
أتاحت «حرب تحرير الشام» الحالية خلال العامين الماضيين، وقبل ذلك في العراق، للاسلاميين المتشددين والتكفيريين وانصار القاعدة استخدام ذخيرة طائفية مدمرة لكل المجتمعات، وانزلت مخاوف كثيرة حتى في قلوب اهل السنة في العراق والشام وغيرها. في العراق ضربت «القاعدة» قبل ايام مناطق الشيعة، بسلسلة من الجرائم الرهيبة التي اوقعت ما لا يقل عن 125 شخصاً بين قتيل وجريح، ضمن «عمياتها النوعية» التي قالت انها استهدفت «أركان المشروع الصفوي واحلافه واسباب قوته». كما ان القاعدة هددت في بيانها الآخرين من غير الشيعة: «نقول لاهل السنة في بغداد وغيرها، ان الوضع الذي تعيشونه اليوم هو عين ما حذركم منه المجاهدون منذ سنين وانتم تسيرون في النفق المظلم الذي زينه لكم الوطنيون الخونة ممن باعوا الدين والعرض والارض، وشاركوا في العملية السياسية ولعبتها الديموقراطية القذرة». (الحياة، 19/2/2013).
لا تريد ايران ان تخسر سورية، فقد تكون اهم بالنسبة لها من العراق. وقد صرح احد رجال الدين الايرانيين البارزين مؤخراً بانه «اذا خسرنا سورية فسنخسر طهران. ان سورية هي المحافظة الايرانية رقم 35 الاكثر استراتيجية الينا. فاذا هاجمنا العدو في سورية او في خوزستان، فالاولى بنا ان نحتفظ بسورية». (الوطن، 15/2/2013 – تقول موسوعة ويكبيديا ان عدد محافظات إيران 31 فقط!)
وقد يكون تصريح شيخ الدين هذا مجرد بالون اختبار او ربما عبارة حماسية، ولكن ايران منغمسة حتى ذقنها، وربما اكثر من روسيا، في حماية النظام السوري، وفي تدبير السلاح والمال وكل لوازم الحرب والقتال. ومن سيدفع ثمن غضب السوريين واستياء العالم العربي ونشرات الحقد المذهبي ومقالات بث الكراهية التي ينشرها الاسلاميون المتشددون والسلفيون التكفيريون سوى الشيعة، حتى ان لم يكونوا من مؤيدي هذه السياسة الايرانية التي جرجرتهم وبهدلتهم واساءت الى سمعتهم على امتداد ثلاثين سنة!
ويبدو ان الحرب الاهلية في سورية، يلاحظ الزميل د. حامد الحمود، «بدأت تمتد شرارتها الى العراق». وكانت العراق تعبر دائماً عن استيائها من ان سورية هي التي تدرب وترسل الارهابيين والمتفجرات الى بلاد الرافدين. واذا هيمن المتشددون الاسلاميون على سورية، فلن تتوقف هذه التفجريات، وقد تنشب حرب طائفية حقيقية بين سورية والعراق، لا احد يعرف من سيكون وقودها من دول وشعوب المنطقة! وبخاصة انه «ليست هناك دلائل على ان الحرب الاهلية في سورية ستنتهي عن قريب». وهكذا، يضيف د. الحمود، «الامراض الطائفية تنتشر.. لا تقاومها المضادات الحيوية، ولم تطور لقاحات لمحاربتها». (القبس، 14/3/2013).
المسيحيون مبتلون كذلك في العراق وسورية. فبعد الهجوم على «كنيسة سيدة النجاة» في بغداد تضاعفت هجرتهم من العراق ففي 31 اكتوبر 2010 اقتحم عدد من المسلحين هذه الكنيسة وقتلوا 44 من المصلين بالاضافة الى كاهنين وستة من الامن.
وتقول القبس، 14/3/2013، ان نحو ستين من بين عشرات الكنائس ودور العبادة استهدفت منذ 2003، وقتل اكثر من 900 واصيب ستة آلاف. كانت هناك 300 كنيسة ولم يبق منها سوى 57 فقط. كما انخفض عدد المسيحين من حوالي مليون و 400 الف في 2003، الى نصف مليون . وكان في البصرة 1150 عائلة مسيحية عام 2003، لم يبق منها سوى 450 عائلة.
ماذا عن المسيحيين في سورية؟
يقول نفس التقرير، «يصلي أبو ابراهيم وعائلته كل يوم احد في المنزل الذي يتشاركونه مع مقاتلين معارضين في دير الزور شرق سورية، لكن هذه العائلة المسيحية المعارضة تخشى ان تضطر لمغادرة البلاد في حال فرضت «جبهة النصرة» قوانينها بعد سقوط الأسد». ويقول ابو ابراهيم لـ «فرانس برس»: «نحن العائلة المسيحية الاخيرة المتبقية في دير الزور». ويشير المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان غالبية السكان المسيحيين غادروا دير الزور، بعدما كان عددهم يقارب اربعة آلاف. لقد غادروا مع بداية النزاع، ولجأوا الى مناطق خاضعة لسيطرة النظام خوفاً من «النصرة». ومازال ابو ابراهيم وزوجته مريم وأولادهما الثلاثة يرفضون اللجوء الى تركيا المجاورة رغم ان منزلهم دُمِّر والكنيسة القريبة أصيبت ، وامتنعت مريم منذ اشهر عن الخروج من المنزل خوفاً من مضايقاتٍ لعدم ارتدائها الحجاب.
تعليقات