أفراحنا الوطنية لم تكتمل إلى الآن.. هذا ما يراه المطر
زاوية الكتابكتب إبريل 13, 2013, 12:05 ص 660 مشاهدات 0
القبس
أفراحنا لم تكتمل!
مطر سعيد المطر
من خلال تجربتي الدبلوماسية العسكرية، لاحظت أن الاختراق يمنع اتخاذ القرار المناسب في معالجة ثغرات الدستور الضارة.
«ذكرت القواعد الأمنية الخمس أسس بناء الدول في القرآن الكريم وفي الكتب السماوية»
***
إلى الآن لم تكتمل أفراحنا الوطنية، ما زال بلدنا يعاني عبث العناصر الضالة، وعبث ثغرات الدستور التي تفرخ ما هو أخطر من ذلك، وعلاج هذا العبث سهل، وتكمن المشكلة في حيرة المسؤولين في كيفية اتخاذ قرار علاج مشكلة تتعلّق بالأمن القومي للوطن. وخلونا نستذكر حالة مماثلة حدثت قبل الغزو الآثم، وكيف كانت حيرة المسؤولين ومستشاريهم في كيفية علاج مشكلة تتعلّق بالغزو الآثم. ففي فبراير 1989، كلفت بمهمة ملحق دبلوماسي في قنصلية الكويت في البصرة لمعرفة نوايا صدام تجاه بلدنا، وفي السفارة العراقية في بلدنا 10 ضباط عراقيين دبلوماسيين في مهمة استخبارية وازداد عددهم، في مايو 1990، إلى مائة ضابط. وفي الحالتين لي ولهم مهمتنا حرب استخبارات، ولكن في حالتهم أوضاعهم الأمنية في الكويت أفضل من وضعي الأمني هناك، وسبق أن استشهد ضابط كويتي في مهمة بالبصرة في 1972.
في 25 يوليو 1990 أرسلت تقريراً يتعلّق بساعة صفر الغزو الآثم على الكويت، وحددت ثلاثة محاور للغزو الذي سيبدأ بعد عودة الوفدين الكويتي والعراقي الى دولتيهما من اجتماع صوري. والآن، مثلما هم محتارون في كيفية اتخاذ قرار ضد عبث الفئة الضالة وقرار علاج ثغرات الدستور الضارة، أيضاً، احتاروا في كيفية اتخاذ قرار عندما تسلّموا تقرير ساعة صفر الغزو كما يلي:
أولاً - لا يعرف الرسول صلى الله عليه وسلم المنافقين من حوله، قال تعالى «وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ» / التوبة 101، ولقذارة المنافقين لا يقبل الله شفاعة النبي لهم «سورة المنافقين 6»، ومكانهم يوم القيامة في الدرك الأسفل من النار.
ثانيا - لا يعرف المسؤولون المنافقين من حولهم، وهناك مستشارون لا يستطيعون إبداء رأيهم المتعلّق بالأمن القومي للوطن، ومستشارون ينتمون إلى الفرق والأحزاب الإسلامية المحرم وجودهم شرعاً ضللوا المسؤولين بآرائهم وضغطوا في عدم طلب المساعدة العسكرية من أميركا.
ثالثاً - عندما تم تسلم تقرير مايو 1990 أصيب المسؤولون بحيرة كيفية اتخاذ قرار يعالح ما جاء في هذا التقرير، وبعد تسلم تقرير ساعة صفر الغزو طلبوا القوات الأميركية شفوياً، فقال وزير الخارجية الأميركية جيمس بيكر في ذلك الوقت: ارسلوا كتاباً رسمياً نعرضه على الكونغرس للموافقة، والموافقة على تغطية النفقات. هذا كلام جيمس بيكر في «إم بي سي» في 1994مع المسؤولين في المنطقة ومع العبد لله بوفلاح، والسؤال متى تكتمل أفراحنا الوطنية، وإلى الآن هم في حيرة كيفية اتخاذ قرار معالجة عبث الفئة الضالة، وعبث ثغرات الدستور الضارة؟
تعليقات