مصر في حاجة لكسب المزيد من الأصدقاء لا خلق الأعداء.. النصف مؤكداً
زاوية الكتابكتب إبريل 12, 2013, 11:58 م 1258 مشاهدات 0
الأنباء
محطات / حوار مع الحالم نيوتن!
سامي النصف
ضمَّني في الكويت قبل يومين حفل عشاء صغير مع الحالم نيوتن أشهر كاتب في مصر هذه الأيام، حيث تجد مقالاته في جريدة «المصري اليوم» وهي الصحيفة الأكثر انتشارا في بلد النيل، أصداء واسعة كما انه أحد الملاك الرئيسيين للجريدة، ونيوتن أقرب في عمله وسيرته الذاتية للشهيد رفيق الحريري من حيث توسع أعماله الاقتصادية وتعدد علاقاته السياسية حتى بات كثيرون يرون انه أمل مصر الوحيد حال تقلده رئاسة الوزارة كي يصلح الدمار الاقتصادي القائم ويقرب بين التوجهات السياسية المتناحرة والمتنافرة ، كما قام بذلك الشهيد رفيق الحريري الذي لولاه لما توقفت الحرب ولما تعمرت لبنان.
> > >
وللصديق الحالم نيوتن نظريات اقتصادية تستحق ان ينظر فيها ساسة مصر وقادتها فهو ، على سبيل المثال ضد النظرية المتوارثة القائلة بالمطلق إن «مصر بلد زراعي» وهو أمر ان صح في الماضي فهو قطعا غير صالح للمستقبل، حيث يظهر واقعها انها بلد صحراوي شحيح الأمطار، بها نهر تتناقص مياهه مع كل يوم يمر بسبب السدود المتزايدة لدول المنبع وآخرها سد النهضة في الحبشة، متصاحبا مع انفجارات سكانية مستمرة بينما ينطبق تعريف «البلد الزراعي» على الدول الوافرة الأنهار والأمطار المتساقطة طوال العام على جل مساحتها الخضراء لا الصفراء كحال دولة جنوب السودان التي يمكن لمصر أن تخلق معها مشاريع أمن غذائي مشتركة ويصبح حال أرض الكنانة كحال الدول الصناعية الوافرة الثراء التي لا تعتبر دولا زراعية.
> > >
نظرية نيوتن الاقتصادية لها مكاسب سياسية سريعة حيث ستوفر فرص عمل واسعة للشباب وتحول مصر من الفقر الى الغنى وتمر عبر التحول بأرض النيل الى الصناعة، فالأرض الزراعية التي بالكاد تكفي عائلة واحدة يمكن لها لو تحولت الى ارض صناعية وبمتطلبات مياه أقل ان تمنح فرص عمل للآلاف وتقوم بالتصدير بالملايين بعد اعادة تأهيل شباب وشابات مصر الى العمل الصناعي ذي التقنية العالية لا الوظيفي او الزراعي كما حدث في الصين خلال سنوات قليلة عندما حولت المزارعين الى عمال مصانع.
> > >
على مستوى شخصي فالحالم نيوتن شخصية فريدة فرغم انجازاته ومشاريعه الاقتصادية الضخمة في مصر وخارجها الا انه يتميز بالتواضع الجم ودماثة الخلق والكرم والتواضع الشديد والوطنية المصرية الحقة، وفي هذا السياق أبديت ملاحظة صغيرة حول استخدامه مسمى «نيوتن» في مقالاته الشهيرة، حيث إن الأسماء المستعارة بنظري المتواضع لا تبقى في ذاكرة الناس طويلا حال توقف الكاتب عن الكتابة بعكس الأسماء الحقيقية، ضاربا المثل بالأستاذين مصطفى أمين ود.أحمد الربعي فلو كانا يكتبان بأسماء مستعارة لما بقي منهما شيء هذه الأيام (لو قام الأستاذ نيوتن بالكتابة باسمه الحقيقي لما تجرأ د.غزلان عضو مكتب الارشاد باتهامه بأن نهجه وتوجهه بالكتابة يقصد منه.. زيادة راتبه الشهري ككاتب!).
> > >
آخر محطة: (1) لا أفهم سبب ظاهرة الهجوم غير المبرر في مصر على قطر هذه الأيام خاصة أنها احد الداعمين الرئيسيين للاقتصاد المصري، من يدعي ان سبب هجومه هو ان تلك الاموال تذهب للإخوان مخطئ حتى النخاع، حيث إن تلك الموارد تذهب للخزينة العامة المصرية وتساهم وهذا الأهم في منع العملة المصرية من الانهيار، حيث لا يوجد جنيه مصري اخوان وجنيه مصري معارضة، العزيزة مصر في حاجة لكسب المزيد من الأصدقاء لا خلق الأعداء.
(2) الدعم القطري والخليجي والعربي والدولي لا قيمة له ما لم يهجر الشعب المصري على الفور الساحات والميادين ويتوجه سريعا الى المصانع والمزارع والمدارس والجامعات ومعاهد التدريب، ويتوقف على الفور الانفلات الامني والاضرابات المدمرة ولن يساعد احد في نهاية الامر من لا يريد مساعدة نفسه ،وقديما قيل ان تتعلم صيد السمك خير من ..انتظار من يهديه إليك!
تعليقات