الديوانية معلم يفتخر به كل كويتي.. بنظر سالم الخويطر

زاوية الكتاب

كتب 1796 مشاهدات 0


الشاهد

الديوانية وحوار الرعية

سالم مبارك الخويطر

 

يحفل التاريخ الكويتي بارث ثقافي جميل ومتناغم،يعكس روح الألفة والمحبة التي جبل عليها المجتمع الكويتي منذ القدم،ومن أبرز معالم ذلك الأرث الثقافي الديوانية التي تعتبر متنفسا ومنبرا ديمقراطيا وساحة للتعبير عن الرأي والتي أصبحت معلما من معالم الحرية والديمقراطية.
واليوم تحولت بعض الدواوين الي عامل مؤثر في القرار السياسي من خلال تأثيرها المباشر وغير المباشر في العملية الديمقراطية والانتخابات التي كثرت في السنوات الأخيرة.
حتى باتت بعض الدواوين معروفة ومشهورة في تحديد الناجحين في عضوية مجلس الأمة،ومع هذا الدور الكبير الذي تمارسه الدواوين هنا وتعاطيها مع جميع الأحداث العالمية والاقليمية والمحلية وفي شتى المجالات الا أن بعضا منها خرج عن جادة الطريق من خلال الانحراف في الحوار سياسيا واجتماعياً وأخلاقيا،فهناك من الدواوين من تحول الى ديوان ثوري هجومي لا يدور فيه الحديث الا عن سقوط الانظمة السياسية والخلاص منها وكأن رواد ذلك الديوان يجلسون يلعبون لعبة الحرب في البليستيشن، يحللون الأوضاع العالمية والأقليمية من منظورهم ووفقا لأهوائهم، ويسقطون الأنظمة بكل سهولة،وهذا النظام سيسقط خلال أشهر قليلة،وسيكون الأمر بردا وسلاما علي الجميع،ولسان حالهم يقول اطمئنوا الأمور سهلة ما في الا العافية، وهناك بعض الدواوين يمارسون فيها لعبة قراءة النيات فيضربون فلانا من الناس ويمدحون علانا من الناس ويحللون المشهد السياسي بطريقة الفاست فود،او خبط لزق مثل ما يقولون اخواننا وليس الاخوان المصريين،ويمنحون صكوك الغفران لمن يطابق أهواءهم ومصالحهم ومن يتعارض مع مصالحهم يلعنون خير سلسفيل اللي خلفوه،ويعرونه ويفصخونه ويخلونه جطل.
وهناك من الدواوين متخصصة بالمجال الرياضي فيها من المحللين والعباقرة اللي يستحي منهم غوارديولا مورينو وميسي،وتطلع الجزيرة ولا شيء بالنسبة لتحليلاتهم الفلتة،برشلونة خرطي وريال يلعب احسن ويوفنتوس ماله امل ومانشيستر المفروض ياخذون أحمد عجب والقادسية يستاهل يلعب بالدوري الاسباني وهذا الحكم ما يعرف يحكم،وهذي فاول وهذا تسلل وملعب الساحل أحسن من ملعب سانسيرو والتصوير يضيق الخلق والمعلقين يتفلسفون،وهناك من الدواوين مكس في حوارها ونقاشها يتحاورون في كل الامور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية والفرفشية والايمانية وامور الماشية والمزارع والجواخير والشاليهات والبورصة ويعرفون كل البرامج والقنوات والصحف ويعرفون حالة الطقس في جميع أنحاء العالم حتي في أذربيجان والمكسيك ويعرفون كل المطربين والمطربات والممثلين والممثلات وشنو تحب احلام والجاخور أقصد الصالون اللي تسوي فيه مكياجها ويعرفون في الأسلحة التقليدية والنووية والفضاء ويعرفون عدد اوراق القات اللي تتفخ خدود اخواننا في اليمن يوميا،ويعرفون أبو خالة ولد اخت الشايب اللي أسس كنتاكي،ويعرفون بسباقات الخيل والهجن ويعرفون حسابات البنوك في سويسرا ويعرفون عدد براميل النفط اللي تصدرها دول أوبك والقائمة تطوووووول،ولا تنتهي يعني بالعربي الفصيح google مو ديوانية، طبعا في كل ديوانية فيها بو العريف الفلتة اللي يعرف كل امور الدنيا.
ومع كل هذا هناك دواوين راقية بروادها وبحوارها ولها بصمات مضيئة في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتظل الديوانية معلما يفتخر به كل كويتي.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك