تراجع الحراك مرجعه الخلاف والتنازع.. بنظر مبارك العنزي

زاوية الكتاب

كتب 1101 مشاهدات 0


الأنباء

حديث المدينة  /  حتى لا تموت المعارضة

م. مبارك عبد الرازق العنزي

 

قال تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم- الأنفال). قال مجاهد: (وتذهب ريحكم) أي نصرتكم. وهنا إخبار واضح، ونهي جازم، وسنة ثابتة، يدل على أن الفشل والتراجع على مستوى الأمة أو الأفراد إنما مرجعه إلى التنازع والاختلاف.

يقول الشيخ الطرابلسي: وعليه، فإن النهي عن التنازع يقتضي الأمر بمنع أسباب التنازع وموجباته، من شقاق واختلاف وافتراق، والأمر بتحصيل أسباب التفاهم ومحصلاته، من تشاور وتعاون ووفاق، ولما كان التنازع من شأنه أن ينشأ عن اختلاف الآراء، وهو أمر مرتكز في الفطرة بسط القرآن القول فيه ببيان سيئ آثاره، فجاء بالتفريع بالفاء في قوله: (فتفشلوا وتذهب ريحكم) فحذرهم أمرين معلوما سوء مغبتهما: وهما الفشل وذهاب الريح. (انتهى).

لذلك وعبر هذه الإضاءات القرآنية المؤصلة لابد أن تعي المعارضة حساسية الموقف الراهن وتعترف بأنها وقعت في شراك الاختلاف والاحتدام (وشر الغسيل العلني) بل واستفرغت من أشخاصها ورموزها أنصارا يصرحون ويتقاذفون التهم في الليل والنهار ولا عزاء للحراك الذي من المفترض أن يحقق خطوات وقفزات في تاريخ الخضم السياسي.

ومن هنا أذكر أنني سألت أحد الأقطاب المعنيين في المعارضة عن سبب فتور بعض القوى مؤخرا واللهث وراء التصريحات المتباينة غير المنسجمة مع مبدأ المعارضة وأجندتها، فقال لي: لا أعلم وإذا علمت الإجابة، أخبرني.

أنا أقول إن أرادت المعارضة أن تنتهض من جديد فعليها أن تركز على تفعيل الآتي:

٭ رسم خارطة طريق ذات إعلان مسبق (اعتصامات ـ ندوات ـ فعاليات ..الخ).

٭ إنشاء وسائل تواصل إعلامية احترافية وعدم الاكتفاء بـ «التويتر» وقناة نهج.

٭ توحيد جهود حراك (الدوائر الخمس).

٭ إيجاد صيغة نهائية توافقية على هامش مطالب الحكومة المنتخبة والشريعة الإسلامية.

٭ احتواء دعوات (الحوار) والعمل على أن تكون وفق العمل الجماعي والفريق الواحد.

٭ النظر في مصطلح «الأغلبية النيابية» وفتح آليات ذات مراس تستوعب الوضع المتأزم.

٭ تقنين التصريحات التي تنم عن (اختلاف واضح وجذري) في صفوف نواب الأغلبية.

٭ أين ذهب حساب «كرامة وطن» وما هو البديل الناجح الذي يستوعب هذه الفجوة..؟

٭ البعد عن تقديس الرموز السياسية.

٭ العمل على إشراك الجانب الشرعي من خلال الالتحام مع العلماء الربانيين المعتبرين.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك