مشهد 'الهدّة' يجمعنا

زاوية الكتاب

علي توينه يشخص مرض العنصرية لدى بعض الأسر بالكويت

كتب 4310 مشاهدات 0

 الكاتب علي توينه

خص الكاتب علي توينه رئيس تحرير مجلة الأحرار الكويتية، بمقال عن 'مرض العنصرية' في الكويت والطائفية، وجاء في ما يلي:

الهدّة '

غالباً ما يكون الإنتقاد أو المديح في الكويت يتكون من جزئين وهو أما ضد الحكومة أو ضد نواب مجلس الأمة أو مدحهم من اجل مصالح أو قناعات خاصة ، ووصل الحال اليوم الإنتقاد يصل الى السلطة وأصحاب القرار والقضاء بسبب 'الإحتقان السياسي' في الدولة ، ولكن بالنسبة لي شخصياً سيكون النقد أو المديح للمادة السادسة من الدستور التي أصبحت 'شماعة' تقال ولا تستخدم ولا تحترم وذلك بسبب 'الأمة' ،،
نعم بسبب الأمة التي ارتضت بأن تكون بهذا التدني الإجتماعي الذي أوصل البلد سياسياً واقتصادياً الى مرحلة سيئة لعدم الإعتراف بكيان ودولة يعترف فيها دول العالم ولا يعترف بها مواطنيها !!!

{كما تكونوا يولى عليكم}

والدليل أراه يومياً واسمع عنه معظم الوقت وأريد في هذه اللحظة بأن تتذكروا أو تذهبوا معي هذه اللحظات التي هي دليلي الذي أراه يومياً الى أي روضة أو مدرسة ابتدائية وقفوا بصالة الإنتظار وشاهدوا الأطفال وهم يخرجون وقت ' الهدة ' والهدة معناها وقت انصراف الطلبة من المدرسة في اللهجة الكويتية يا كويتيين.

يخرج الأطفال من الروضة والمدرسة الإبتدائية سعداء متكاتفين يحملون معهم ابتساماتهم البريئة متحابين والسبب انهم لم يلقنوا بعد بالفئويه والطائفية والقبلية وهي المرحلة التي تبني بها الأسرة أساس أبنائها وتغرس بهم العادات والتقاليد التي تترابط بهم مدى الحياة ويصبح شباب الغد على ما أُسس عليه سواء سلبي أو إيجابي الا من رحم ربي !
بداية التلّقين تبدأ بالسؤال الأول الذي تسأل عنه الأسرة لأبنائها ( شنو عطوك بالروضة ، المدرسة ؟ ومنو هم زملائك في الروضة ، المدرسة ؟)

الخلل في الدولة السابق والحالي وفي حال استمرار هذه القضية هو مربوط في إجابة الطفل و' التلّقين ' الذي سيأتيه من أسرته !!!

إذا كان زملاؤه من نفس الفئة التي ينتمي لها سوف تشجع الأسرة زمالته له واذا كان من نفس الطائفة أو القبيلة سوف تحتفل الأسرة بهذه الزمالة !!!!!!!

أما في حال لم يكن زميله من نفس الفئة أو الطائفة أو القبيلة فهو في 'خطر' على ماتعتقد الأسرة و ان الطفل مريض أو 'ملبوس' ويجب ان يقرا عليه احد المشايخ !!!!!

لا افهم ماالسبب ؟؟؟
ولكن الأسرة تبدأ التلقين من هنا وخاصة أثناء وجبة الغداء أو العشاء وقد لا تنصح الأسرة الطفل بالدراسة على قدر ما تنصحه بأنه لا بد ان لا يرتبط بزميله الذي يحبه وفي نفس المدرسة ويشاركه الدين والوطن بسبب انه قبلي 'بدوي' أو ان مذهبه سني 'ناصبي' أو شيعي 'رافضي' أو انه حضري 'مترف'

ويبدأ التلّقين في الأطفال حتى يصلون الى منحنى الإختيار مابين الأهل والأصدقاء أثناء المرحلة الثانوية

وينضج الشاب حتى يدخل الجامعة أو الكلية أو المعهد ويأتيه النخبة اصحاب القوائم الطلابية التي معضمها مدعوم من تيارات سياسية للتكسب الإنتخابي ومنها الى التوزير في الحكومة ،،

فتخرج لنا الكفاءات المظلومة وتخرج لنا الوساطات الظالمة ،، وبهذه السلسلة يصل المجتمع الى الإنهيار السياسي والإقتصادي بسبب الإنهيار الإجتماعي

والسؤال الآن لماذا لا تعترف الأسر بكيان ودولة اسمها ' الكويت' لماذا لا تهتم بشرع ودين اسمه 'الإسلام ' لماذا لا تعرف ب 'حقوق الإنسان' حتى لو اختلف معك في كل شيء ،، في 'الهدة' ترى ماتعشقه العين من براءة وأبتسامات وآمل لمستقبل وطنك ، ويأتي المجتمع ليدمرها من غير سبب سوا (((( المرض)))) النفسي الذي تعانيه الأُسر ولا تعي عواقبه حيث وصلت في 'النسب ' والتجارة أي لا يستطيع احد ان يختار من تشاركه الحياة بسبب (((المرض))) النفسي التي تعاني منه الأسر الكويتية ولا يستطيع احد ان يمارس التجارة والعمل أيضاً بسبب هذا (((المرض))) ووصل الحال في الآونة الأخيرة يسأل البعض ( شنو أصلك ) يرد الطفل بكل براءة (كويتي)
ويرد عليه ب {لا} أصلك مو كويتي ، هل انت( قبلي ، حضري ، شيعي ، سني ؟؟ ) ويضطر الطفل بأن يسأل أسرته الكريمة التي تستعد لهذا الوقت كأنه ساعة الصفر (للتلّقين) وكأنها حرب !!!!!!! وكأنهم طرف ملاك والطرف الثاني شياطين !!!! ومن هذه البدايات تأتي النهايات المؤلمة وهو ان نرى وطن النهار ينهار من المجتمع والأسرة التي تضع الحواجز والاقفال بينها وبين شركائها في الوطن ،، لذلك نجد الحكومة دائماً هي الأقوى للأسف.

رسالتي للأسرة الكويتية ،، اتقوا الله في الكويت فالدنيا فانية وستتركون أبنائكم لهذا الوطن الذي قدم التضحيات من اجله البدوي والحضري والسني والشيعي والأسود والابيض ويجب وضع حجر الأساس بأن التلقين يكون بحب الكويت بجميع مكوناتها ومختلف ألوان الطيف ولا يمنع الاختلاف في الأفكار ولكن الممنوع هو ' الخلاف' وأتمنى منكم بأن تركزوا على مشهد 'الهدة' لانه يجمع مكونات المجتمع متحابين ومتكاتفين لولا تلقينكم ومرضكم وكأن قصر العدل يخلو من القضايا بين اقرب الناس لكم ومن فئتكم وكأن من لا ينتمي لفئتكم هو عدو وشر لابد منه ،، صفوا النوايا وأحسنوا الظن ،، وصكوك الجنه لا تملكونها ولا يعلم مافي القلوب الا الله سبحانه .

نصيحتي للأسرة الكويتية ،، هناك كثير من العيادات والمصحات النفسية ،، اختاروا واحدة منها فلا يوجد ازدحام بها مثل شوارعنا الجميلة ، واسأل الله الباري عز وجل بأن يشفيكم من اجل أغلى وطن 'الكويت'

ملاحظة : اقصد بعض الأسر الكويتية المريضة بمرض اسمه (العنصرية).

الآن - كتب: علي توينه

تعليقات

اكتب تعليقك