الأزمة السورية ستشكل إزعاجاً لدول الخليج.. الدعيج متوقعاً
زاوية الكتابكتب إبريل 8, 2013, 1:03 ص 600 مشاهدات 0
القبس
يا دول الخليج ارعوي
عبد اللطيف الدعيج
دول الخليج المتخلفة حضاريا استأسدت في تحرير افغانستان. وبعثت المال والبنين لاجلاء السوفيت من هناك. وعندما انتصر المجاهدون الافغان والمؤمنون الاوائل من الخليجيين على السوفيت هناك، عاد الافغان العرب الى ديارهم. وشكل اغلبهم تهديدا لدول الخليج ذاتها. لكن الحظ كان مؤاتيا لدول الخليج، اذ انشغل الافغان العرب بمعارك البلقان، وبعد ذلك تورطوا في الشيشان، ثم ضد الاميركان في العراق وبقية بؤر التوتر العالمية. مال الحظ اكثر لجانب دول الخليج عندما اختلف المتطرفون العرب مع الولايات المتحدة، ودخلوا في صراع معها، بدأ في التفجير الشهير لمركز التجارة العالمي في نيويورك او ما عرف بـ 9/11 وانتهى بمقتل بن لادن قبل شهور.
تلك الحروب كانت حروبا دينية او وطنية، فهي كانت ضد الشيوعيين في افغانستان او ضد السوفيت الاجانب لمن ليس لديه ايمان. وفي البلقان او بقايا يوغوسلافيا كانت انتصارا للمسلمين ضد عمليات الابادة التي مارسها المسيحيون الصرب. وفي الشيشان وفي العراق اثناء التواجد الاميركي كانت حربا وطنية ضد المحتل. لكن كلها كانت بعيدة عن دول الخليج وفرصة لها لإلهاء الافغان او «المجاهدين» العرب عن الواقع الذي تعيشه. استفادت دول الخليج واستغلت «الجهاد» لمصلحتها بشكل ملحوظ.
لكن هذه الدول لا تتعظ، وربما لا ترعوي. اذ سرعان ما ورطت نفسها في الحرب السورية الحالية. وهي حرب طائفية بامتياز بغض النظر عن دعاوى التقدميين ومدعي الوطنية والديموقراطية من المعارضة السورية. عند تورطهم في افغانستان، رغم ان دول الخليج لم يكن فيها شيوعيون او بينهم سوفيت. وعندما ارسلوا المجاهدين الى بقايا يوغوسلافيا لم يكن عندهم مسيحيون او صرب. وكذلك الحال عندما وجهوا الافغان تجاه الشيشان فلم يكن للصراع امتداد داخل دول الخليج. لكن الصراع في سوريا هو بين العلويين والسنة، او بشكل اوضح بين السنة والشيعة. وهذا الصراع أيقظ او هو سيوقظ الغافي من تناقض، وسيشعل جذوة الخامد من شقاق وخلاف بين ابناء مناطق في دول الخليج. مناطق «الجهاد» السابقة كانت فرصة لالهاء شعوب المنطقة ووسيلة لاخفاء الحال. حرب سوريا على العكس، ستكون فرصة لاشعال ما خمد وطريقا لفتح ما اغلق وازعاجا لدول الخليج وليس إلهاء للشعوب.. وان غدا لناظره قريب.
تعليقات