خطة التنمية البشرية أصبحت كحلم عصي المنال.. هذا ما تراه فاطمة البكر
زاوية الكتابكتب إبريل 5, 2013, 12:55 ص 1037 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / لا تزال دروبنا سالكة
فاطمة عثمان البكر
خطة التنمية لم تترجم على أرض الواقع بعد، وهذا ما ينعكس على حياة الناس اليومية ترديا في الخدمات الأساسية وعلى كل المستويات.
بالرغم من كل ما يحيط بنا من عوامل تدعو إلى الإحباط، تدعو إلى تضاؤل فسحة الأمل، يبرز لنا من بين تلك العوامل شعاع من أمل بالانفراج، وما بين شد وجذب، إقبال وإدبار، كرَّ وفر، صعود وهبوط، كان لكل تلك العوامل تأثيرها السلبي على الأفراد، فبنظرة عامة إلى الوجوه العابرة نلاحظ اختفاء الابتسامة، وحل العبوس والقنوط والتذمر محلها، تنفجر على أرض الواقع من طريقة التعامل، من ارتباك في تخليص المعاملات، من قيادة متهورة في الشوارع. ولو ألقينا نظرة إلى الشارع المزدحم، لرأينا تعرج السيارات في مسارها، مما ينم عن ارتباك واضح لا لكثرة السيارات فقط، بل لهذا الارتباك الواضح في قيادة تلك السيارات، اضطراب وارتباك لا تغفلهما العين، حتى أصبحت شوارعنا مسرحاً مفتوحاً لمسلسل حرب شوارع لا هوادة فيها، مجازر مفتوحة تثير الفزع والرعب.
تلك المشاهد، وتلك الحالات ما هي إلا انعكاسات لواقع متأزم وعدم رضا مكبوت تنفجر عند أول احتكاك، واقع مر يعيشه الأفراد على شتى الجوانب، وعلى كل المستويات من تدن للخدمات الأساسية من صحة وتعليم... وتوفير لأدنى أسباب الراحة والطمأنينة، بالرغم من كل ما توافر من معطيات كان يمكن أن توفر العيش الرغيد، ولكن سوء الإدارة ونقص الرقابة أديا إلى هذا الاضطراب الواضح في تدني «الخدمات» في شتى المجالات.
خطة التنمية البشرية المنشودة أصبحت كحلم عصي المنال، أو كنجمة معلّقة في الهواء، لم نلحظ ولم نلمس على أرض الواقع خطوة من خطواتها حتى الآن، فهل هي يا ترى لؤلؤة في جوف محارة، أو كنز ثمين مخبأ في الرمال؟ إننا اليوم نقف على مفترق طرق، فلا بد من وقفة حازمة وعازمة وواقعية لتصحيح المسارات، وقفة جادة لغربلة الأوضاع المضطربة التي اختلط فيها الحابل بالنابل، وإلغاء من قاموسنا السياسي نظرية «الشد والجذب»، الهجوم والدفاع، الأخذ والرد، الفعل ورد الفعل، فهذه الصفحة قد انطوت وعفا عليها الزمن، فعالم اليوم ليس هو عالم الأمس، والأيام متسارعة مع أحداثها لا تنتظر أحداً!
تعليقات