هل العرب متفقون حول دعم المقاومة السورية؟.. شملان العيسى متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 589 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  سورية ما بعد القمة العربية

د. شملان يوسف العيسى

 

جاء البيان الختامي للقمة العربية التي عقدت اجتماعاتها الأسبوع الماضي في الدوحة قطر معبراً عن حرص العرب على إيجاد مخرج للأزمة الطاحنة في سورية، فالقمة أشركت الائتلاف الوطني السوري بدلاً من الحكومة السورية، كما أتاحت للدول الاعضاء حرية دعم الشعب السوري، وطالبت المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن باتخاذ موقف فعال وصريح وواضح لإنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق.
السؤال: هل نجحت القمة العربية في توصيل رسالتهم للعالم؟ وهل العرب متفقون حول دعم المقاومة السورية؟ وهل حققت القمة هدفها من دعم المقاومة عربياً ودولياً؟ وهل لدى العرب رؤية واضحة لمستقبل سورية بعد رحيل الأسد؟
هذه التساؤلات تحتاج إلى إجابات واضحة لفهم ما يحدث في سورية اليوم خصوصا وأن استمرار الحرب إلى ما لا نهاية قد تنعكس سلباً أكثر إذا استمرت الحرب الأهلية مدة أطول.
يبدو أن القمة العربية لم تنجح في توصيل رسالة العرب للعالم الخارجي، فالولايات المتحدة لا تزال عند مواقفها المترددة والضبابية وغير الواضحة تجاه تسليح المعارضة، كما أن الاتحاد الأوروبي اتخذ موقفاً يعارض توجه تسليح المعارضة، كما أن الاتحاد الأوروبي اتخذ موقفاً يعارض توجه بريطانيا وفرنسا بتسليح المقاومة، الرئيس الفرنسي أعلن بأن بلاده لن تمد المقاومة بالسلاح لأنها لا تعرف توجهات المقاومة مستقبلاً.. روسيا أدانت بيان القمة العربية واتخذت موقفا متشددا في تسليم مقعد سورية للمقاومة السورية في القمة العربية.
يعود فشل العرب في إقناع الغرب بالوقوف مع المقاومة السورية إلى حقيقة أن العرب أنفسهم وهم أصحاب القضية منقسمون على أنفسهم وليسوا متحدين في مواقفهم.. بعض الدول العربية تدعم بقوة المقاومة السورية وتحديداً قطر وإلى حد ما مصر وتونس والسعودية وتبقى بعض الدول العربية مثل العراق ولبنان والجزائر مترددة في دعم المقاومة ويدعو قادة هذه الدول للحوار بين المقاومة والسلطة في سورية، بعض دول الخليج متخوفة من نتائج الحرب الأهلية في سورية لأنهم لا يعرفون ما هي تداعياتها على الأمة العربية بشكل عام والخليج بشكل خاص، لا أحد يعرف حتى الآن إلى متى تستمر هذه الحرب الأهلية؟ فالتكلفة الإنساينة على الشعب السوري باهظة جداً ورغم حقيقة أن الحرب السورية لم تنته بعد إلا أن الانعكاسات السياسية والاقتصادية بدأت تبرز في كل من لبنان والعراق والأردن وكلها دول جوار لسورية، فالحرب الطائفية امتدت إلى لبنان حيث اشتعلت المناوشات العسكرية في طرابلس وبعض المدن اللبنانية، أما في العراق فقد عادت الحرب الطائفية غير المعلنة بالعمليات الارهابية التي فرقت الشعب العراقي، الأردن متخوف من هيمنة الإخوان المسلمين على الأوضاع في سورية مما يعطي دفعة قوية للإخوان المسلمين في كل من الأردن ودول الخليج العربية ودول الاعتدال العربي دعمت المقاومة السورية أملاً في أن تكون المقاومة السورية معتدلة في توجهاتها لكن المقاومة حتى الآن غير موحدة، معاذ الخطيب الذي شارك في القمة استقال من منصبه مما يشير بأن الخلاف بين المقاومة على أشده.. الأمر المؤكد بأن الإخوان المسلمين هم الذين فرضوا غسان هيتو لرئاسة الحكومة، خلافات المقاومة ودخول القاعدة وغيرها من المجاهدين في سورية جعل الغرب وبعض الدول العربية تتخوف أكثر على مستقبل سورية.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك