البسطاء وقود وجند أي حراك شعبي.. بنظر سالم السبيعي
زاوية الكتابكتب إبريل 1, 2013, 12:16 ص 432 مشاهدات 0
الأنباء
لمن يهمه الأمر / حكومة تفقد مؤيديها وتزيد خصومها
سالم إبراهيم السبيعي
في مارس عام 2009 كتبت مقالا بعنوان «يا سمو الرئيس لا تخسر نقاطا أكثر» عبارة عن ملاحظات رصدتها وجمعتها من قاع المجتمع الكويتي من الناس البسطاء وهم نصف المجتمع الكويتي وهم الشباب، وهم وقود وجند أي حراك شعبي، وهم الذين لن يخسروا شيئا في كل الحالات، لأنهم لا يملكون شيئا على الأرض عدا معاشهم الذي يتسلمونه من البنك، هؤلاء هم كتيبة النصر لأي طرف، لقد تمنيت من سمو الرئيس السابق ألا يخسر هذه الفئة الكبيرة، وكان بالإمكان احتواؤها وكسبها بقرارات شجاعة وبسيطة جدا لا تكلف إلا القليل (وربما ببلاش) ولكن للأسف لا أحد يقرأ، وإذا قرأوا يعتقدون أن النصيحة لا تأتيهم إلا من مستشار، أو من كرفتة أو عيون خضراء (ليتهم يقرأون التاريخ). امتلأت الصحف والقنوات الفضائية بالملاحظات والنصح، لكن الاهتمام والسمع والطاعة للخمسين فردا (أعضاء مجلس الأمة) وكأنهم هم فقط شعب الكويت، ومن فرط الاهتمام بهم ظهرت «إشاعة» الرشاوى المليونية، والقبيضة «وقيل كذلك» ان الحكومة تعتقد ان هذه الرشاوى تدفع البلاء عنها، فماذا حدث؟ اعتزلت حكومة واستقالت حكومة، وأجهض مجلس أمة، وحل آخر، وجاءت حكومة (على طمام المرحوم)، ومجلس يبحث عن براءته وهويته، فكانت النتيجة مولودا جديدا وهو «الحراك الشبابي» ميدانه الشوارع والساحات العامة وبيده أسلحة حديثة وغير ممنوعة، وهى وسائل التواصل الاجتماعي من تويتر، وفيسبوك ..الخ، شديدة التأثير وقد أثبتت فعاليتها في أحداث الربيع المدمر، هزت عروشا، وزلزلت بلدانا.
يا من يهمه الأمر، وبيده القرار، إني أخاطبكم من قاعدة الهرم، ومن قاع المجتمع، إن الرياح تأتي بما لا تشتهون، إن قاع المجتمع يصرخ ويئن من مشاكل صغيرة وبسيطة وآنية يعانيها المواطن يوميا، وحلولها بأطراف أقلامكم، لكنكم تبحثون عن مشاريع وهمية، ومدن حريرية، أنقذونا مما نحن فيه قبل أن تتعقد الأمور، ونسلم رقابنا لخصومكم، نحن شعب منفتح منذ مئات السنين، زرنا كل القارات والبلدان، ورأينا وسمعنا وقرأنا عن حياة الشعوب وكيف صنعوا المعجزات، ونحن نشكو من الظمأ والماء يهدر ويروي الآخرين، ما هكذا تدار الأمور، لا عذر لكم فكل الحلول بين أيديكم، صدق من قال: «لا تحرق النار إلا رجل واطيها» ،ليتكم تشعرون بالنار التي تحت الرماد، حيوية الوطن وحياة المواطن ليست مجلس أمة وحكومة فقط، أو تشريعا واستجوابا فقط، أو نشرات أخبار ومحاضر اجتماعات، وتقارير حبرا على ورق، لقد تمكن منا اليأس، وفقدنا الأمل في العلاج الجذري التام، نريد فقط إسعافات أولية، للمحافظة على ما تبقى من صبر.
يا من يهمه الأمر.. أعداد مؤيديكم تتناقص بمعدل كبير، وأعداد خصومكم في تزايد أكبر، خصومكم أذكى منكم، والسبب إغلاق أبوابكم، وصم آذانكم، والاعتماد على الآخرين (وفيهم خصوم لكم) في معالجة المشاكل الحياتية (ومن يدري فربما هم من يزيد النار حطبا).
هناك أفكار كثيرة، وإجراءات لإسعافات أولية عديدة لوقف هذا النزيف من التفاؤل والأمل والتفريط في أعداد المواطنين الصالحين المحبين للحكومة.
اسمعوا جيدا لمشاكلهم فبعضهم لديه الحلول الناجعة، مع احترامي للجميع، تذكروا المثل الشعبي إن كان يقنعكم «إن الدواء بأخس الشجر» أو «خذوا علوم القوم من سفهائها»..
اللهم ألن قلوب عبادك لي.. واجعل لي في قلوبهم ودا.
تعليقات