‏40‏ مليونا ضحايا الإيدز في‏25‏ عاما

عربي و دولي

643 مشاهدات 0

رسم توضيحى لفيروس الإيدز


القاهرة: من حسن القاضي
 
قبل‏25‏ عاما من ذلك اليوم‏,‏ وبالتحديد في‏20‏ مايو من عام‏1983,‏ كان العالم علي موعد مع ميلاد واحد من أعتي الفيروسات التي استعصت علي القهر حتي اليوم‏,‏ ألا وهو فيروس الإيدز‏,‏ الذي شهد خلطا غير مسبوق بين السياسة والاقتصاد فضلا عن الصحة‏,‏ فالدول النامية هي الأكثر تضررا وحملها الغرب تبعات الفيروس وكأنه مازال يعيش فترة الوصاية الاستعمارية‏,‏ رغم اكتشافه بين مرضاهم بكثافة‏,‏ حيث ظهر في البداية بين الشواذ الأمريكيين‏,‏ ورغم العديد من الإنجازات الطبية في مواجهة الإيدز مازالت الدول النامية‏,‏ والأفريقية منها خاصة التي تعاني ويلات الفيروس‏,‏ لاتجد سبيلا لتوفير العلاجات المتاحة لمرضاها لدوافع اقتصادية‏,‏ بسبب تعنت شركات الدواء التي لايهمها سوي جني الثمار دونما اعتبار للأبعاد الإنسانية‏,‏ رغم أن الطريق مازالت طويلا في سبيل القضاء علي هذه الآفة العالمية والشفاء منها والعثور علي لقاح لها‏.‏

ضحايا المرض حتي‏2007‏ بلغوا‏70‏ مليونا توفي منهم‏40‏ مليونا‏,‏ والعدد الحالي يبلغ‏33‏ مليون مصاب‏,‏ منهم‏5‏ ملايين طفل.

قصة اكتشاف المرض تعود إلي‏20‏ مايو‏1983,‏ حين نشرت مجلة‏'‏ ساينس‏'‏ الأمريكية بحثا لفريق من الأطباء والباحثين في معهد باستير الفرنسي برئاسة الدكتور ور لوك مونتانييه‏,‏ يصف فيروسا جديدا‏,‏ يختلف عن الفيروسات المعروفة‏,‏ ويشتبه في تسببه بمرض نقص المناعة المكتسب‏'‏ إيدز‏',‏ وتم عزل الفيروس لدي مريض يحمله‏,‏ وسمي في البداية‏'‏ لاف‏'‏ لربطه بالأمراض الليمفاوية من حيث تضخم العقد الليمفاوية وهو أحد الأعراض المنذرة بالمرض‏.‏

وقدمت أعمال الفريق الفرنسي الحجج الأولي علي مسئولية الفيروس عن المرض‏,‏ وفي العام التالي‏,‏ ساهم فريق أمريكي برئاسة الدكتور روبرت جالو في الكشف عن سبب الإيدز بالتأكيد علي دور هذا العامل الفتاك‏,‏ وسمح هذا الاكتشاف الجوهري بإجراء فحص للإيدز في الدم‏,‏ وهذه هي المرة الأكثر سرعة التي ينجح العلم فيها في اكتشاف مرض والتعرف علي سببه‏,‏ وساد التفاؤل حينذاك‏,‏ اعتقادا بسهولة اكتشاف علاج‏,‏ لكن أسيء تقدير القدرة الهائلة التي يتمتع فيها الفيروس في التغلب علي جميع أنظمة المناعة في الجسم‏.‏ وفي إبريل‏1984,‏ أعلنت وزيرة الصحة الأمريكية مارجريت هيكلر عن‏'‏ اكتشاف‏'‏ فريق الدكتور جالو لفيروس الإيدز‏.‏ وقالت‏'‏ نأمل في التوصل إلي لقاح كفيل بالتجربة في غضون عامين‏'.‏ وغالبا ما أطلقت وعود مماثلة بالعثور علي لقاح علي مدي السنين‏,‏ لكن الباحثين أصبحوا أكثر حذرا في تقييم التعقيد الهائل للفيروس‏,‏ فمع تواصل الأبحاث‏,‏ ما زال اللقاح ضد الإيدز غير موجود‏.‏

وهكذا اندلعت حرب تنافس بين فريقي جالو ومونتانييه حول براءات الفحوصات وعائداتها‏,‏ مما أدي إلي رفع معهد باستير دعوي أمام القضاء الأمريكي انتهت بتسوية عام‏.1987‏ ونشرت مجلة نيتشر العلمية آنذاك‏'‏ جدولا زمنيا للأبحاث حول الإيدز‏'‏ ناتجا عن المفاوضات بين الخصمين اللذين شاركا في كتابته‏.‏

وأدي إنتاج الأدوية الفعالة المضادة للفيروس مع منتصف التسعينيات إلي تحويل التشخيص بالمرض من حكم بالإعدام إلي نوع من الأمراض المزمنة‏,‏ رغم تحايل الفيروس علي العلاج مما يستلزم تطوير العلاجات بشكل متواصل‏..‏

ومازال الباحثون يأملون في وضع أول آلية جديدة لمواجهة الفيروس يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلي جيل جديد من أدوية الإيدز‏..‏ ولا يزال حلم البحث عن علاج ناجع ضد هذا الفيروس يراوح مكانه حتي إشعار آخر‏..!‏

القاهرة: الآن

تعليقات

اكتب تعليقك