40 مليونا ضحايا الإيدز في25 عاما
عربي و دوليمايو 20, 2008, منتصف الليل 644 مشاهدات 0
القاهرة: من حسن القاضي
قبل25 عاما من ذلك اليوم, وبالتحديد في20 مايو من عام1983, كان العالم علي موعد مع ميلاد واحد من أعتي الفيروسات التي استعصت علي القهر حتي اليوم, ألا وهو فيروس الإيدز, الذي شهد خلطا غير مسبوق بين السياسة والاقتصاد فضلا عن الصحة, فالدول النامية هي الأكثر تضررا وحملها الغرب تبعات الفيروس وكأنه مازال يعيش فترة الوصاية الاستعمارية, رغم اكتشافه بين مرضاهم بكثافة, حيث ظهر في البداية بين الشواذ الأمريكيين, ورغم العديد من الإنجازات الطبية في مواجهة الإيدز مازالت الدول النامية, والأفريقية منها خاصة التي تعاني ويلات الفيروس, لاتجد سبيلا لتوفير العلاجات المتاحة لمرضاها لدوافع اقتصادية, بسبب تعنت شركات الدواء التي لايهمها سوي جني الثمار دونما اعتبار للأبعاد الإنسانية, رغم أن الطريق مازالت طويلا في سبيل القضاء علي هذه الآفة العالمية والشفاء منها والعثور علي لقاح لها.
ضحايا المرض حتي2007 بلغوا70 مليونا توفي منهم40 مليونا, والعدد الحالي يبلغ33 مليون مصاب, منهم5 ملايين طفل.
قصة اكتشاف المرض تعود إلي20 مايو1983, حين نشرت مجلة' ساينس' الأمريكية بحثا لفريق من الأطباء والباحثين في معهد باستير الفرنسي برئاسة الدكتور ور لوك مونتانييه, يصف فيروسا جديدا, يختلف عن الفيروسات المعروفة, ويشتبه في تسببه بمرض نقص المناعة المكتسب' إيدز', وتم عزل الفيروس لدي مريض يحمله, وسمي في البداية' لاف' لربطه بالأمراض الليمفاوية من حيث تضخم العقد الليمفاوية وهو أحد الأعراض المنذرة بالمرض.
وقدمت أعمال الفريق الفرنسي الحجج الأولي علي مسئولية الفيروس عن المرض, وفي العام التالي, ساهم فريق أمريكي برئاسة الدكتور روبرت جالو في الكشف عن سبب الإيدز بالتأكيد علي دور هذا العامل الفتاك, وسمح هذا الاكتشاف الجوهري بإجراء فحص للإيدز في الدم, وهذه هي المرة الأكثر سرعة التي ينجح العلم فيها في اكتشاف مرض والتعرف علي سببه, وساد التفاؤل حينذاك, اعتقادا بسهولة اكتشاف علاج, لكن أسيء تقدير القدرة الهائلة التي يتمتع فيها الفيروس في التغلب علي جميع أنظمة المناعة في الجسم. وفي إبريل1984, أعلنت وزيرة الصحة الأمريكية مارجريت هيكلر عن' اكتشاف' فريق الدكتور جالو لفيروس الإيدز. وقالت' نأمل في التوصل إلي لقاح كفيل بالتجربة في غضون عامين'. وغالبا ما أطلقت وعود مماثلة بالعثور علي لقاح علي مدي السنين, لكن الباحثين أصبحوا أكثر حذرا في تقييم التعقيد الهائل للفيروس, فمع تواصل الأبحاث, ما زال اللقاح ضد الإيدز غير موجود.
وهكذا اندلعت حرب تنافس بين فريقي جالو ومونتانييه حول براءات الفحوصات وعائداتها, مما أدي إلي رفع معهد باستير دعوي أمام القضاء الأمريكي انتهت بتسوية عام.1987 ونشرت مجلة نيتشر العلمية آنذاك' جدولا زمنيا للأبحاث حول الإيدز' ناتجا عن المفاوضات بين الخصمين اللذين شاركا في كتابته.
وأدي إنتاج الأدوية الفعالة المضادة للفيروس مع منتصف التسعينيات إلي تحويل التشخيص بالمرض من حكم بالإعدام إلي نوع من الأمراض المزمنة, رغم تحايل الفيروس علي العلاج مما يستلزم تطوير العلاجات بشكل متواصل..
ومازال الباحثون يأملون في وضع أول آلية جديدة لمواجهة الفيروس يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلي جيل جديد من أدوية الإيدز.. ولا يزال حلم البحث عن علاج ناجع ضد هذا الفيروس يراوح مكانه حتي إشعار آخر..!
تعليقات