مسار نجاح جديد يمر عبر التجارة الإلكترونية بقلم ميتشيو ناكاموتو

الاقتصاد الآن

588 مشاهدات 0



ذات مرة كان هناك تاجر أرز في اليابان، وكانت شركته تتقلص بشكل كبير، حيث إن الخبز والمعكرونة والأغذية الأساسية الأخرى، حلت محل الأرز على مائدة العشاء اليابانية.

في أحد الأيام، زار بائع من سوق راكوتين التاجر، وأقنعه بإنشاء متجر في سوق الشركة على الإنترنت.

ساعده البائع في إنشاء موقع جذاب على شبكة الإنترنت، واستكمله بالقصص الشخصية عن شركات العائلة.

سرعان ما بدأت طلبات الشراء تنهال عليه، وعاد ابن التاجر من وظيفته في المدينة لمساعدته، وازدهرت الشركة ـــ والتي كان محكوماً عليها بالفشل، وعاش الجميع في سعادة دائمة.

توجد مثل هذه القصص الحميمة في ماركت بلاس 3.0 لهيروشي ميكيتاني، مؤسس سوق راكوتين، أكبر سوق يابانية على الإنترنت، وثالث أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في العالم الثالث.

لم يبرز ميكيتاني في كتابه فقط ما يلزم لتحقيق النجاح في التجارة الإلكترونية الغرض، وإنما كيف يمكن أن يصبح الإنترنت قوة للخير الاجتماعي.

تعد روايته عن كيفية تحويل سوق راكوتين إلى مركز قوة على شبكة الإنترنت، بينما يسعى لتحسين العالم، إحدى الراويات الرائعة التي يجب أن تلهم من يرغب في أن يصيح رجال أعمال، ولديه رغبة في فعل الخير.

كان ميكيتاني الذي تميز باجتهاده وطموحه منذ صغره، قد مر بالمسار الطبيعي لتربية النخبة، وحصل على وظيفة مرموقة في أحد المصارف الكبرى، قبل أن يقرر القيام بشيء راديكالي، على الأقل وفقاً للمعايير اليابانية.

ثم ترك منصبه المرموق بغية إنشاء سوق راكوتين ايشيبا فقط في عام 1997 مع 13 بائعاً.

نمت الشركة بسرعة وأصبحت تسيطر على المشهد الدوت كوم في البلاد. ينسب ميكيتاني هذا النجاح إلى ثقافة الشركات التي تتحدى الحكمة التقليدية، من خلال تمكين الموظفين والعملاء على حد سواء، والسعي لتحسين والتقييم المستمر.

كونه رجل أعمال من أنجح رجال الأعمال اليابانيين، لم يكن سعيداً فقط بالسير على خطى الأغنياء. 'بينما يرى شركته تنمو بسرعة، أدرك ميكيتاني أن الإنترنت ليس 'مجرد وسيلة بالنسبة له لكسب المال، بل إنه وسيلة لشريحة بأكملها من السكان لكسب المال'.

وأضاف قائلاً 'هذا وضع جهودي كرجل أعمال في فئة جديدة. لقد غير شركتي من جني المال فقط إلى تحسين الحال الإنسانية'. 'لا يمكن لشركة أن تكون ناجحة حقاً، ما لم تفعل شيئاً لجعل الحياة أفضل على هذا الكوكب'.

سوق راكوتين بالفعل حسّنت حياة كثيرين من صغار البائعين، ولا سيما المحاصرين في المناطق النائية، جراء تقلص الأسواق الريفية. في الوقت نفسه ومع ذلك، قرار ميكيتاني جعل اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية لراكوتين، ما حوّل حياة كثير من الموظفين لديه إلى حياة بائسة.

وصفته لاستخدام شبكة الإنترنت لمنفعة البشرية هو أن تفعل كما فعل مع راكوتين: لتمكين جميع الأطراف المعنية، من الموظفين إلى البائعين وعملائهم.

بينما يسطر موقع أمازون وعديد من المتاجر على الإنترنت الأخرى على البضائع التي تبيعها وتقيد الاتصال بين البائعين وعملائهم، يسهل نموذج موقع راكوتين هذا الاتصال، حيث يمكن لتاجر تسويق البضائع مباشرة إلى العملاء، ويمكن إرسال رسائل إلكترونية إلى التاجر للاستفسار، وهكذا.

'يمكن لجميع الأطراف أن تتواصل وتتبادل المعلومات، وتطرح الأسئلة وتستفيد من خبرات بعضها البعض' كما كتب ميكيتاني.

كما يروي قصة مصمم المجوهرات التي نشرت تفاصيل شخصية عنها، على منصتها في موقع راكوتين، من صور للرحلات في أوروبا لاستلهام أفكارها حول عملها، وكيف حظت بأتباع مخلصين.

من خلال تشجيع تلك المشاركة، أنشأت راكوتين نظاما إيكولوجيا دائريا، والذي يعتقد ميكيتاني أنه سيحل محل'نموذج آلة البيع عبر الإنترنت الخاصة بشركة أمازون'.

وأضاف أيضاً: 'إذا ظهر تاجر آخر جنبا إلى جنب مع وسيلة التسوق عبر الإنترنت وله روح مرحة، لماذا ينبغي على العملاء التقيد بآلة البيع؟'.

كتاب ماركت بلاس 3.0 من بين الكتب الأكثر قراءة، وتجنب إلى حد كبير المصطلحات الموجودة في كتب مماثلة.

قدّم ميكيتاني براهين مدروسة بشكل جيد على: لماذا يجب أن يكون نموذج شركة راكوتين الطريق إلى المستقبل. لكن أطروحته تعاني حقيقة لا جدال فيها، وهي أن موقع أمازون لم يظهر أي علامة للتخلي عن لقبه، باعتباره القوة الرائدة في مجال تجارة التجزئة على الإنترنت.

مع ذلك، قد تكون رؤية ميكيتاني للمرحلة المقبلة لثورة الإنترنت، وقناعته بأن شركات الإنترنت تتحمل مسؤولية قيادة التغيير نحو الأفضل، مصدر إلهام لأصحاب المشاريع الرقمية الطموحين.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك