أزمة التعليم في الكويت هي بمناهجه.. هكذا تعتقد سعاد المعجل

زاوية الكتاب

كتب 1392 مشاهدات 0


القبس

التعليم والحرية

سعاد فهد المعجل

 

أزمة التعليم في الكويت هي بمناهجه التي تتحكم فيها عقليات وتيارات سياسية تبعده عن أهدافه الجوهرية.

إثر الخبر الذي نشرته الصحافة أخيراً حول طلبة في المتوسط لا يفقهون الكتابة ولا القراءة.. حاولت البحث مستعينة بمركز القبس للمعلومات عن جهود التربويين في النهوض بواقع التعليم المتردي في الكويت، فلم أجد سوى شجار بين وزارة التربية، باختلاف وزرائها، وجمعية المعلمين، التي يبدو أنها اصبحت المؤسسة الاولى المعنية بالتعليم على الرغم من صبغتها السياسية المتشددة والمسيرة من قبل تيارات الإسلام السياسي!

قرأت في جدل طويل حول حديث نبوي يقول «لا تسبوا أصحابي»، وتابعت جهود وزير التربية آنذاك، المليفي، في اقناع بعض المجادلين بأن الحديث لم يلغ، وانما تم نقله من الصفحة 30 من كتاب التربية الاسلامية للصف السابع الى الصفحة 180! ثم قرأت مرافعة مطولة وحماسية فيها من التهديد والوعيد أكثر مما فيها من المعلومة والرأي، وكانت للنائب السابق محمد هايف، الذي طالب باستجواب وزير التربية بسبب حديث! معتبراً ان حذف هذا الحديث يعتبر مشروع ازمة وباب فتنة، مشيرا الى ان لجنة وزارة التربية قد انحرفت، وان قرارها جرأة قبيحة ومخالفة شرعية وقانونية! وجدل طويل له أول وليس له آخر بين تربويين وبرلمانيين حول حديث واحد!

ثم تأتي احدى كاتبات الاسلام السياسي لتفتح النار على قرار وزيرة التربية السابقة نورية الصبيح ولتتهمها مباشرة بمحاربة جمعية المعلمين، وذلك بإقرارها «الاندية المسائية» لدروس التقوية، مطالبة بالتحقيق في الاموال التي صرفت كمكافآت! وتلك بتصوري كلمة حق يراد بها باطل.. فجمعية المعلمين التي تدافع عنها الكاتبة الفاضلة هي من اكثر المستفيدين من تردي الاداء في المدارس.. سواء من خلال فصول التقوية او غيرها من وسائل كسب يتناقض اغلبها مع صبغة جمعية المعلمين الإسلامية الورعة!

تيارات الاسلام السياسي تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية تدهور التعليم وغياب الابداع وتراجع الموهبة في مدارس الكويت.. وهيمنتها بهذا الشكل دفعت الآلاف من الاسر للاستعانة بالتعليم الخاص على الرغم من كلفته المالية في سبيل النأي بالابناء عن ساحة التعليم الحكومي الذي اصبح وبكل اسف مرتعاً للسجال والخصومات السياسية!

بسبب نفوذ تيارات الاسلام السياسي وسلطتهم على التعليم لم نعد نفرق بين كتاب القراءة وكتاب التربية الاسلامية، واصبحت قمة الابداع في حفظ وترديد آيات قرآنية وليس في تدبرها وتطبيق ما جاء فيها.. واصبحت ادارات مدرسية بأكملها تجري الاحتفالات بمناسبة ارتداء فتيات للحجاب.. وتحول الدين عن عقيدة وسلوك وتعامل واخلاق.. الى مجرد حلقات حفظ للقرآن وحفلات تخريج لفتيات ارتدين الحجاب!

أزمة التعليم في الكويت هي من أغلب القائمين عليه والمشرفين على مناهجه.. ويكفي ان نذكر هنا تصريحا لإحدى التربويات، قالت فيه: ان المشكلة التي يعانيها الطلبة في الوقت الحالي، هي دخولهم على صفحات الانترنت باستمرار! وهو امر يتناقض مع اهم اهداف التعليم الجيد، والذي يتمثل في حث الطالب على البحث العلمي والاعتماد على النفس في الحصول على المعلومة!

التعليم لايزال أزمة لأنه مرتبط بمسألة الحرية بشكل عام.. وهي بكل اسف لاتزال قضية جدلية لدى البعض! والى ان يتم حسم هذه الجدلية سيبقى هاجس التعليم معلقا!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك