المطرقة لوزير التربية: من المسؤول عن النفس العنصري في جامعة الكويت؟!

زاوية الكتاب

كتب 1007 مشاهدات 0


عالم اليوم

رأي الأمة  /  وزير التربية من المسؤول عن النفس العنصري في جامعة الكويت؟

فواز الملفي المطرقة

 

في عام 1966م، أي بعد خمسة أعوام فقط لا غير من استقلال الكويت 1961، تم تأسيس عدد من الكليات ولا سيما كلية العلوم والآداب والتربية وكلية البنات الجامعية، ليكونوا النواة الأولى لجامعة الكويت والتي تم افتتاحها فعليا في أكتوبر عام 1966.

وقد كانت جامعة الكويت وهي إحدى الجامعات العريقة على المستوى الخليجي والعربي منارة للعلم، مصنعا للقادة من الرجال والنساء، وذلك حين كان العاملون فيها ولا سيما الأساتذة ملتزمون التزاما تاما بما وضع لها من ضوابط للعمل تقوم في الأساس على البعد عن الطائفية الممقوته، والقبلية المذمومة، فينشرون ما وهبهم الله من علم دون تفريق بين قبلي أو حضري او أي انتماءات اخرى.

ومع ازدياد الأصوات  الشاذة وقوة اتساع دائرة المستمعين لها في المجتمع ازدادت النعرات الطائفية قوة، وشاع تقسيم الطلاب على أسس قبلية، فتبدلت طريقة تعامل بعض الأساتذة مع أبناء القبائل من الحسن إلى الأسوأ، ضاربين برسالة الجامعة المعلنة عرض الحائط ولا سيما ما يتعلق منها بتعزيز القيم والمبادئ الوطنية والعربية والإسلامية.

ففي سابقة ليست الأولى قام أحد أساتذة الجامعة ذو النفس العنصري بالاحتجاج على إحدى طالباته التي ترجع إلى قبيلة مطير والتصادم معها، وذلك بعدما تحدث عن قبيلتها العريقة بصورة غير لائقة، متهما أبناء قبيلة المطير بعدم الولاء وما إلى ذلك من صفات هي أبعد ما تكون من صفات أبناء قبيلة مطير إحدى أعرق القبائل الكويتية التي طالما ضحت بالغالي والنفيس وشاركت في تأسيس دعائم واركان الدولة القديمة والحديثة من أجل الكويت ورفعتها.

بل الأدهى والأمر أنه تطاول على شهداء قبيلة مطير وعرض بهم حين أساء للشهيد/ مبارك فالح مبارك النوت - رحمه الله – خائن وعميل، رغم علمه وعلم الجميع بما عرف عن هذا الشهيد – رحمه الله – من شجاعة وفداء فقد كان في أيام الغزو مديرا لجمعية العارضية، وكان يشرف على تنظيم الجمعية وتوزيع المواد الغذائية على المواطنين، وكثيرا ما كان يرفض دخول الجنود العراقيين للجمعية ويرفض كذلك تعاملهم بالدينار العراقي، وقد اعتقل الشهيد بتهمة توزيع المنشورات ومساعدة شباب المقاومة وأفرج عنه، ثم اعتقل مرة أخرى بعد أن طلب منه رجال المخابرات العراقية إنزال صورة المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح – رحمه الله - وتعليق صورة الطاغية ولكنه رفض إنزال صورة الأمير ورفض تعليق صورة طاغية العراق بدلا منها، فقاموا باقتياده إلى ساحة الجمعية وأخرجوا المواطنين ثم أطلقوا الرصاص على رأسه وهو معصوب العينين، فكان واحدا من أبطال الكويت وشهدائها الأبرار.

وهي تصرفات لا يجب أن تصدر ولا تليق  باستاذ في الجامعة، يفترض أن يقوم بتعليم طلابه وطالباته ما وهبه الله من علم بحيادية تامة بعيدا عن النعرات الطائفية والقبلية.

ولم يكتف أستاذ الجامعة بما وقع فيه من خطأ بل تمادى في شطحاته العنصرية وتعنته طالبا من الطالبة الخروج من المحاضرة والبحث عن أستاذ آخر للتسجيل عنده في هذه المادة، وهو ما يخالف قوانين وقواعد العمل بالجامعة، التي أصبحت وكأنها ملكا خاصا له ولأمثاله يقومون بالتصرف فيها كما يريدون.

كل ذلك حدث مع طالبة لم تقترف اثما ولم تتعرض لأستاذها بما يسيء إليه أو إليها أو إلى الحرم الجامعي، فمن يرد لها حقها المهدر بالإساءة لها، ومن يثأر لكرامتها وكرامة قبيلتها التي تعرض لها أستاذ الجامعة ذو النفس العنصري؟

معالي وزير التربية إن جامعة الكويت التي طالما نفتخر بما تقدمه للمجتمع من خدمات تعليمية جليلة يجب أن تظل بعيدة كل البعد وبمنأى عن التصفيات والمهاترات السياسية فدور العلم له من القدسية ما لدور العبادة لا يجب أن ينال منها أحد، ولاسيما اساتذتها، لذا فسيادتكم مطالب بمعاقبة المخطئ، ومحاسبة المسيء على إساءته، فالقبائل العربية الأصيلة التي تكون جل المجتمع الكويتي وليست مرمى يقذف فيها كل عنصري صغير ما يريد من حماقات، وما يضمر من بغضاء.

وعليك يا أستاذ الجامعة أن تعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه، فإذا مافقدت الحيادية والانصاف في التعامل مع طلابك وعاملت كل منهم حسب هوى نفسك وضعفها فأولى بك ترك هذا المكان الذي لا يليق إلا بأهل الحكمة والانصاف.

وعليك أيضا أن تعلم أنك مهما تطاولت وغيرك على أبناء مطير فإن ذلك لن يقلل من مكانتهم ولن يضعف جانبهم وهم كالجبال الشامخة الشاهقة، بل سترتد سهامك الضعيفة إليك.

رحم الله الشهيد مبارك النوت المطيري وأسكنه فسيح جناته وجميع شهداء الكويت فهم من ضحوا بأرواحهم لهذا البلد الكريم، حفظ  الله الكويت وأهلها من كل سوء ...والله الموفق.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك