المعارضة في الكويت تعيش أزمة حقيقية.. برأي ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب مارس 20, 2013, 12:48 ص 1200 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / أرضية الحوار وسقفه
ناصر المطيري
لم يعد سراً القول بأن المعارضة في الكويت تعيش في أزمة حقيقية أضعفت من قوة تأثيرها، ولم يعد للمعارضة ذلك الوهج السابق الذي بلغ مداه في الشارع الكويتي في بدايته إلى أن خفَت تدريجيا.
الحراك الشبابي المعارض بأغلبيته السابقة الذي حمل لواء الدفاع عن المكتسبات الدستورية وسيادة الأمة توزعت قواه وتشتتت بين أغلبية و«نهج» «وائتلاف»، ومجاميع شبابية تسعى للحوار أوبالأحرى تستجديه، وأخرى انسحبت من الساحة السياسية بخذلان وخيبة أمل من بعض رموز الحراك.
وبما أن المعارضة تعيش «أزمة مكشوفة» فهذا يعني ضمنا أن الحكومة كسبت الجولة مبدئيا من خلال تكتيك سياسي «محنك» لعب على متناقضات الأغلبية النيابية واختلاف «مرجعياتها الداعمة لكل طرف، فتضاربت الأجندات وتصادمت مصالح النفوذ المحركة لبعض قوى المعارضة ..
اشكالية المعارضة الكويتية إذا صح وصفها بالمعارضة فعلا تكمن في أنها تفتقد للمظلة السياسية التي تعبر عن وجودها الفعلي، فبعد أن كانت تتخذ في بداية الأمر من «الأغلبية» مظلة لها مالبثت أن تعرضت تلك المظلة للاختراق وبدأت بوادر الاختلاف، في وقت كانت حركة نهج تغرد أحيانا خارج سرب الأغلبية.
وجاءت خطوة تشكيل «ائتلاف المعارضة» ليكون مظلة سياسية جديدة لكن على العكس هذا الإئتلاف كشف أزمة المعارضة ولم يسترها، فتصدعت صفوفها وفضح الائتلاف الأجندات الشخصية ومن يقف وراءها، فبرز الكلام عن «المندسين» في الحراك وأصبح الهمس جهراً.
نتحدث هنا بموضوعية وتجرد ونقول إنه أمام هذا الواقع الذي يحمل عنوان فشل المعارضة سارعت الحكومة بإلقاء ورقة الحوار مع الشباب بعد ان استخدمت معهم سابقا عصا الترهيب والملاحقة الأمنية والقضائية فمنهم من دخل السجن ومنهم من ينتظر، في حين يرى هؤلاء الشباب الملاحقون قضائيا وأمنيا اليوم تصادم الأجندات وتفرق قوى الحراك فتولد في نفوسهم الخذلان والإحباط المرير، لذلك وجد بعض الشباب في ورقة الحوار الحكومية طوق نجاة ومخرجاً من أزمة المعارضة، لكي لايجد بعض الشباب المتحمس أنفسهم يدفعون الثمن لوحدهم، وبما أن الحكومة هي الداعية والراعية للحوار فمنطقيا هي من ستضع أرضيته وتحدد سقفه.
تعليقات